ليبيا تهاجم بشدة اقتراحا فرنسيا لإقامة شراكة أوروبية ـ مغاربية لا تضمها

TT

هاجم مصدر ليبي رسمي بشدة اقتراحا فرنسيا بشأن اقامة شراكة بين اربع دول اوروبية وثلاث دول مغاربية، ليست ليبيا من بينها، معتبرا انه يوجه «ضربة لمسيرة برشلونة وللتعاون الاوروبي المتوسطي». وقال محرر الشؤون السياسية في وكالة الانباء الليبية الرسمية انه «يبدو ان مشروع 5+5 قد سقط وقام بدلا منه 3+4»، مشيرا الى ان هذا المشروع الاخير وجه «ضربة قاضية لـ 5+5 (و) للاتحاد المغاربي».

وتساءلت وكالة الانباء الليبية امس كيف «ان اوروبا نفسها هي التي توجه ضربة لمجموعة 5+5». واكدت ان «هذه السياسة غير ناضجة وغير مسؤولة وقد وجهت ضربة لمسيرة برشلونة وللتعاون الاوروبي المتوسطي وللتعاون الافريقي الاوروبي والقت ظلالا على الثقة التي يتم بناؤها». وخلصت الى القول «بعد هذا التصرف. من عاد يثق في اي تعاون جديد؟».

وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال آليو ـ ماري اقترحت الاسبوع الماضي في الجزائر اقامة شراكة بين اسبانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال وثلاث دول مغاربية هي الجزائر والمغرب وتونس. واعربت اليو ـ ماري عن رغبتها «في ان نتمكن من الاجتماع اعتبارا من الخريف في باريس لبحث الافاق وعدد من الاعمال الملموسة التي يمكن ان نقوم بها معا من اجل التقارب بين ضفتي غرب المتوسط». وكانت عشر دول اوروبية ومغاربية عقدت في ديسمبر (كانون الاول) لقاء تحت عنوان «الحوار 5+5» في تونس شاركت فيه كل من فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال ومالطا عن الجانب الاوروبي، وتونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا عن الجانب المغاربي. واصدر المجتمعون في ختام لقائهم بيانا دعوا فيه الى «تعزيز العلاقات بين ضفتي المتوسط من اجل شراكة شاملة تضامنية ومتوازنة مبنية على مبادئ حسن الجوار والاحترام والثقة المتبادلين». وشددوا على ضرورة التعاون الامني بين الجانبين. واطلقت «عملية برشلونة» او الشراكة الاوروبية المتوسطية، في مؤتمر عقد في 27 و28 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 بمشاركة 15 دولة كانت تشكل آنذاك الاتحاد الاوروبي و12 دولة من حوض المتوسط وهي الجزائر والسلطة الفلسطينية وقبرص ومصر واسرائيل والاردن ولبنان ومالطا والمغرب وسورية وتونس وتركيا.

ولم تتوصل العملية حتى الان الى احراز تقدم يذكر باتجاه اهدافها الكبرى المتمثلة في تحديد مجال مشترك للسلام والاستقرار وتطبيق شراكة اقتصادية ومالية واقامة منطقة للتبادل الحر تدريجيا بحلول عام 2010 والتقريب بين الشعوب.