اليهود الليبيون يعقدون مؤتمرا في إيطاليا لبحث التغيرات في سياسة طرابلس

رئيس الجالية: ما زلنا متعلقين بوطننا ولا نريد تسييس قضية الممتلكات

TT

تعقد الجالية اليهودية الليبية في العالم مؤتمرا لمناقشة موقف اليهود الليبيين من التغييرات السياسية التي تشهدها ليبيا وكذلك الحوار بين الاديان. وقال زهير لطيف المنسق الاعلامي للمؤتمر الرابع لليهود الليبيين ان المؤتمر سيعقد في العاصمة الايطالية روما في الأول من اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

وكانت الجالية اليهودية الليبية قد كثفت من نشاطاتها في الآونة الاخيرة، فعقد رئيسها رافائيل فلاح مؤتمرا صحافيا في لندن شدد فيه على ضرورة التعايش بين العرب واليهود، مشددا على انهم كانوا دوما شركاء. وقال فلاح وهو رجل أعمال وله استثمارات في قطاع غزة «ان اليهود كالملح في الطعام إذ لا بد من وجودهم، لكن كثرتهم حتى في اسرائيل ككثرة الملح، تفسد الطبخة».

وقال فلاح لـ«الشرق الأوسط»: «ان حل قضية اليهود العرب يجب الا يكون على حساب الفلسطينيين ولا العكس، ولا بد من عدم الربط بين حق العودة والتعويض عن الممتلكات، حيث ان التعويض حق فردي لا يسقط بالتقادم، بينما حق العودة مسألة سياسية والطريق الوحيد للسلام هو العدل في الحقوق». واستنكر فلاح بناء الجدار في الضفة الغربية.

وركز فلاح على ان اليهود الليبيين اثبتوا وطنيتهم وما زالوا متعلقين بوطنهم الاصلي ليبيا الذي عاشوا فيه اكثر من الفين وثلاثمائة عام، شاركوا فيها العرب افراحهم واحزانهم، بل الاكثر من ذلك ان الكثير من اليهود لجأوا الى ليبيا بعد الخروج من الاندلس.

واضاف «ان اليهود قاتلوا الى جانب اخوانهم الليبيين، الاستعمار الايطالي، حيث شاركت فرقة يهودية ليبية من خمسة آلاف فرد في محاربة الفاشيين، كما ان العرب الليبيين ساعدوا اليهود، كما حدث في مخيمات الاعتقال النازي، حيث قاموا بتهريب الاغذية والمؤن لهم».

وقال فلاح «ان اليهود الليبيين في المهجر، يسعون الى الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم الليبية، حيث تسعى منظمة اليهود الليبيين الى الابقاء على صلة دائمة بين اليهود وتراثهم الليبي الاصيل في الملبس والمأكل والموسيقى والفنون».

وفي الشأن الليبي، اوضح فلاح «ان مسألة التعويض عن ممتلكات اليهود مطروحة بالتأكيد، ولكن لا بد ألا تستخدم سياسيا، فهذه الممتلكات حقوق فردية، وعلى العموم الدولة الليبية أممت هذه الممتلكات، ونحن نعتبرها عهدة او دينا لدى الدولة، اما مسألة العودة فهذا امر آخر، وعلى ليبيا ان تستفيد من ابنائها اليهود الموجودين في الخارج. وانا سأكون اول مستثمر في حال سنحت فرصة حقيقية لذلك توصلنا الى حلول حقيقية».

واضاف ان «العقيد معمر القذافي اتخذ اهم خطوة قام بها اي زعيم عربي بإعلان تخلي بلاده رسميا عن اي مشروع لتطوير اسلحة دمار شامل، كما انه اتخذ خطوات حكيمة اخرى كتسوية قضية لوكربي والامور الاخرى العالقة بين بلاده والدول الغربية».

وقال «ان النظام الليبي الحالي لا يتحمل المسؤولية لما حدث لليهود في ليبيا، حيث انه لم يكن في السلطة آنذاك».