باكستان تؤكد طرد عشرات العرب والأوزبك والشيشانيين كانوا يتحصنون في جبال منطقة «شاكاي»

وزير الإعلام الباكستاني لـ «الشرق الاوسط»: اعتقلنا 500 من المطلوبين بينهم عرب وبلادهم رفضت تسلمهم

TT

أكد المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجر جنرال شوكت سلطان، أن بلاده ملتزمة بمكافحة الإرهاب وتعقب المتشددين على الحدود مع أفغانستان، واوضح الميجر جنرال شوكت ان العملية الاخيرة التي قامت بها القوات الباكستانية ضد أحد معاقل الارهابيين بجنوب وزيرستان، أسفرت عن مقتل 12 شخصاً من المرتبطين بالقاعدة بينهم اجانب، ويأتي ذلك فيما قال وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد احمد، إن اكثر من 500 من المطلوبين، بينهم عرب تم اعتقالهم خلال الاشهر الاربعة الماضية، مشيرا الي ان بعض الدول رفضت استقبال مواطنيها المقبوض عليهم.

واكد سلطان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات بلاده طردت متشددين مرتبطين بالقاعدة من معاقل جبلية قرب الحدود المتاخمة لأفغانستان، وقال إن قوات الجيش طاردت قبل يومين فلول متشددين تجمعت في وادي سانتوي ووادي مانتوي جنوب وزيرستان، بعد أن قامت هذه الفلول بإطلاق نيرانها على المدنيين والقوات الباكستانية التي تمشط المناطق الحدودية، مما اسفر عن مقتل 12 شخصا، وتم اسر واحد من المتشددين، وذكر المسؤول الباكستاني أن من بين القتلى متشددين أجانب وعربا، لكنه رفض الافصاح عن جنسياتهم او جنسية الأسير.

وتابع الوزير أن العمليات الاخيرة للجيش شارك فيها أكثر من 70 الفاً من القوات الباكستانية، وشهدت منطقة وزيرستان الجنوبية اشتباكات عنيفة بين الجيش والمتشددين المرتبطين بالقاعدة لقي خلالها اكثر من 200 شخص حتفهم خلال عمليات جرت في اذار (مارس) وحزيران (يونيو). كما اكد المتحدث العسكري الباكستاني ان اغلب هؤلاء المتشددين من العرب والاوزبك والشيشانيين، الذين كانوا يتحصنون في الجبال المتاخمة لمنطقة شاكاي أو تسللوا للحزام القبلي، تم طردهم من هذه المناطق ولم يعد لهم وجود داخلها. وتابع ان قوات بلاده ما زالت تلاحق وتبحث عن اماكن وجود من تبقى من هذه الفلول. وقال سلطان إن المتشددين والإرهابيين يشكلون التهديد الأكبر لحكومة باكستان. وأضاف إن الرئيس الباكستاني برويز مشرف ملتزم بمكافحة الإرهاب من خلال جملة من الإجراءات وفي ظل التزام باكستان بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. واوضح ان هذه الإجراءات تتمثل في البدء باصلاح المدارس الدينية للتأكد من صحة البرامج التعليمية التي تتضمنها، ومنع أي تدريب عسكري لأفرادها ووضعها تحت اشراف الدولة، وكذلك عدم الموافقة على دراسة الطلبة الأجانب ما لم يكونوا مسجلين لدى الحكومة الباكستانية، واضاف أن الحكومة ألزمت هذه المدارس ايضاً بوضع مناهج رديفة تتضمن العلوم الحديثة جنباً إلى جنب مع العلوم الدينية التي تقدمها للطلاب. وتابع أن الأجراء الآخر يتمثل في إنهاء عمل كافة المنظمات العسكرية التي كانت تتخذ من باكستان مقراً لها، والتصدي لمحاولة إعادة تسجيلها بأسماء مختلفة. وقال إن حكومة بلاده أنهت عمل كل التنظيمات المتهمة بالقيام بأعمال إرهابية. كما اعلن سلطان أن حكومة باكستان أعلنت عفواً عاماً عن كل المتشددين الذين يناوئون الحكومة، وطلبت من الجميع القاء السلاح وتسليم أنفسهم، ويشمل هذا العفو الذي لم يحدد أمده كافة المقاتلين بمن فيهم الأجانب، لكنه أشار إلى ان أي أحد منهم لم يسلم نفسه للسلطات الباكستانية.

ورفض المتحدث العسكري الباكستاني الانباء التي تردد ان اسامة بن لادن وأيمن الظواهري موجودان في الاراضي الباكستانية وقال «إن على من يتحدث عن وجودهما أن يدلنا على مكانهما». كما رفض الأنباء التي تتحدث عن وجود أحد ابرز المطلوبين لدى الولايات المتحدة في السجون الباكستانية وأن اسلام اباد تنتظر تسليمه للولايات المتحدة أثناء الانتخابات الاميركية لدعم فوز الرئيس الاميركي جورج بوش، واصفاً هذه الأنباء بأنها «مختلقة ولا مصداقية لها». كذلك اكد ان العلاقات مع الهند تتحسن، ووصفها بأنها تسير بخطى حثيثة نحو التفاهم التام.

ومن ناحيته، اكد وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد احمد أن اكثر من 500 من المطلوبين بينهم عرب تم اعتقالهم منذ بداية تكثيف العمليات، وقال ان بعض الدول رفضت استقبال مواطنيها المقبوض عليهم.

كما اعرب وزير الاعلام الباكستاني عن اعتقاده بأن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن ارسال قوات باكستانية للعراق، وقال إن حكومته «يمكن أن تفكر في الأمر في حال كانت هذه القوات تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة وبطلب من الشعب العراقي». وأضاف إن بلاده تتطلع الى توثيق علاقاتها التجارية مع المملكة العربية السعودية، وقال ان وزير التجارة الباكستاني سينضم لاحقاً للزيارة التي يقوم بها حالياً رئيس الوزراء الباكستاني شودري شجاعت حسين للسعودية والتي تنتهي غدا.