لجنة الحريات الدينية الأميركية تتهم الصحافة المصرية بعدم التصدي للتمييز الديني .. وقس شبرا يؤكد محاولتها الوقيعة بين الأقباط والحكومة

TT

أكد مسؤول أميركي أن لجنة الحريات الدينية التابعة للكونغرس حملت وسائل الإعلام المصرية جزءاً كبيراً مما تسميه بالتمييز الديني بمصر وذلك ضمن عشر ملاحظات سجلتها فيليس جاير نائبة رئيس اللجنة ورئيسة الوفد الذي اختتم زيارة مثيرة للجدل لمصر أمس.

وأضاف المسؤول، الذي كان يقرأ من ورقة دونتها جاير بنفسه،ا أن الوفد تلقى شكاوى من المنظمات التي اجتمعت معها اللجنة . وأصدرت اللجنة تقريرا باسم أوضاع الحريات الدينية في مصر حتى الثامن عشر من يوليو وهو آخر يوم للجنة في القاهرة قبل توجهها إلى الإسكندرية. وجاءت ملاحظات الوفد في بيان من ثلاث صفحات.

وقال البيان الذي أطلعت «الشرق الأوسط» عليه إن الصحافة المصرية تلعب دوراً في عدم التصدي للتمييز الديني بسبب ضعفها وقلة خبرة الصحافيين المصريين والايمان بنظرية المؤامرة من الخارج.

وكشف المسؤول أن جاير وأعضاء اللجنة سجلوا في النقطة الخاصة بالصحافة المصرية ما يلي: «إن أسباب غياب العديد من الحريات الدينية وغيرها من الحقوق يرجع إلى أن الصحافة المصرية لا تقوم بدورها في خدمة المجتمع المصري ولا تقوم بعمل أي استطلاعات رأي ولا تتحرى الدقة حول قضايا المجتمع».

وواصلت جاير هجومها على وسائل الاعلام المصرية قائلة إنها لا تستطيع أن تجد صحافيين مصريين يمكنهم الكتابة بحرية، فضلا عن ضعف المستوى المهني وغياب المحررين القادرين على إجراء التحقيقات الصحافية بشكل احترافي وهو ما يؤدي إلى تدهور المستوى العام للحريات.

وأكدت مصادر أميركية أن جاير، ومعها الوفد المرافق، اجتمعت فور انهاء عملها يوم الاثنين الماضي بالقاهرة قبل سفرها إلى الإسكندرية مع إيان ماكوري المسؤول عن المنظمات غير الحكومية ومتابعة ملف حقوق الانسان والحريات الدينية بالسفارة الأميركية بالقاهرة . وقد ناقشت معه النقاط التي دونتها ومن بينها مدى مصداقية الصحافة المصرية.

وأضافت المصادر أن ماكوري أكد لها أن السفارة لديها ملف كامل حول عدم اعتماد الصحف المصرية على المعايير الصحافية المتعارف عليها دولياً، حتى في الحالات التي تنشر فيها الصحف قصصاً غير حقيقية لا تعتذر على الاطلاق ولا يحاسب المحرر، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بأميركا.

وأضافت المصادر أن ماكوري أعد ملفاً كاملاً عن معاداة السامية في وسائل الاعلام المصرية.

ورد صلاح الدين حافظ، الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب، مؤكداً أن غالبية الصحافيين المصريين يتميزون بمهنية عالية ويعملون بشكل احترافي، مشيراً إلى أن المناخ العام يقف حائلاً أمام الممارسة الحقيقية، ومؤكداً أن اتهام الصحافيين المصريين بالتحريض على التمييز الديني أمر مغلوط. وأكد حافظ أن «اتهام لجنة الحريات الدينية مغلوط إلى حد كبير، فلا ينبغي علينا أن نحمل الصحافة والصحافيين المصريين كل المسؤولية وراء تدهور الحريات العامة بشكل عام وكذلك الزعم بعدم وجود حريات دينية لأننا جميعاً نعلم أن الحرية الدينية هي في الأساس جزء من الحريات العامة».

وأضاف حافظ أن المناخ العام السائد الآن ما زال يحمل قيوداً على حرية الرأي والتعبير والاعتقاد، ويرجع ذلك لأن المناخ السائد الآن في مصر لايزال يفرض نوعاً من القيود على حرية المعلومات وتدفقها وهي واحدة من العقبات التي تقف أمام ممارسة مهنية وعملية وحرفية مرتفعة المستوى لا سيما أن الصحافة الحديثة تقوم على حرية تدفق المعلومات والحصول عليها من مصادر متعددة.

من ناحيته وصف سكرتير عام نقابة الصحافيين المصريين، يحيى قلاش، اللجنة بأنها مشبوهة وطبيعة عملها بأنها سياسية في المقام الأول وليست معنية بالحريات كما تزعم، لذلك فكل ما يخرج عنها مرفوض من حيث المبدأ وخارج المناقشة لأنه نوع من العبث.

وأضاف قلاش أن اللجنة كانت مرفوضة من قبل كل القوى الوطنية، «لذلك فنحن نرفض ما جاءت به وسيكون مقبولاً لو جاء من قبل جهة عربية أو مصرية أو دولية محايدة وليست مشبوهة مثل اللجنة ورئيسة الوفد ذات العلاقة القوية بالمنظمات اليهودية ومن الطبيعي أن تزعم ذلك حتى تقول إننا نعادي السامية».

وكانت لجنة الحريات الدينية التي تنظر في حالة الحريات والأقليات الدينية عبر العالم قد التقت بعدد من المسؤولين المصريين والمنظمات غير الحكومية وجماعات من الأقباط ، واتهمها العديد بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر والتحريض على الحكومة المصرية.

واتهم الأنبا مرقص، قس شبرا الخيمة، جاير بمحاولة الوقيعة بين الأقباط والحكومة المصرية بعد أن عرضت عليه الاتصال بمنظمات حقوق الانسان الدولية. وكشف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن أنه أبلغ رئيسة الوفد الأميركي رفضه التام والقاطع وجود أي وساطات بين المصريين سواء كانت من أميركا أو من أي جهة أخرى.

وأضاف الأنبا مرقص أنه يعتبر عرض جاير من قبيل الأعمال الشيطانية التي لا يمكن أن يقبلها أي بابا ولا مسيحي مؤمن بدينه وبلده الذي تربى فيه.

وأضاف مرقص أنه أكد لجاير أنه في حالة تعرضه لأي مشكلة يلجأ للقانون المصري ولا يوجد ما يمنعه من لقاء الرئيس مبارك في أحلك الظروف وقال: «لذا لست بحاجة إلى هذا العرض الخاص بالاتصال بجهات خارجية لأن مصر دولة محترمة وأنا مصري ولي رئيس دولة هو حسني مبارك ولو تعرضت لأي مشكلة سأطلب لقاءه شخصياً وأنا واثق من أنه سيلبي طلبي».