الحسن بن طلال يحذر في بيروت من مضاعفات الاحتلال الإسرائيلي لبنانياً وأردنياً

TT

قال الأمير الحسن بن طلال ان الفترة المقبلة في الشرق الأوسط «حرجة من دون شك، لا سيما حتى الانتخابات الاميركية ثم انتخاب رئيس اميركي وتنصيبه»، مشيراً الى «ان مستقبل الوضع في الشرق الاوسط مرتبط بقضايا ساخنة، بينها بطبيعة الحال الاهتمام بشأن اسلحة الدمار الشامل». كذلك اشار الى «ان الاهم من قضية الجدار الامني العازل الذي تبنيه اسرائيل في الاراضي المحتلة يبقى مضاعفات الاحتلال والاحتلال نفسه لبنانياً واردنياً».

جاء كلام الأمير الحسن عقب وصوله امس الى بيروت في زيارة تستمر حتى يوم غد الاحد. وقد قابل كلا من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، على ان يلتقي رئيس الحكومة رفيق الحريري ويشارك اليوم السبت في حفل توزيع الشهادات لطلاب جامعة الروح القدس في الكسليك (شمال بيروت). وسيكون ضيف شرف الحفل ويلقي كلمة تتمحور حول بناء مستقبل باتجاه تعددية دينية عالمية وانسانية.

وقد اعتبر لحود خلال لقائه الامير الحسن «ان تنامي دور الهيئات الاهلية في المجتمعات العربية والعالمية يؤكد على اهمية المشاركة بين هذه الهيئات والمؤسسات الرسمية في سبيل مجتمع افضل». كما رأى «ان لبنان وتجربته الانسانية يؤكدان ان العمل المتوازن والعاقل هو الدعوة للتفوق على التقوقع والتعصب والنظريات الآيديولوجية».

ومن جهته، وجه الامير الحسن «دعوة صريحة الى المجتمعات العربية التي تأثرت بالحرب على الارهاب، لتعود وتخرج عن صمتها وتمثل العقلانية الراشدة لتيار وسطي». وهو كان تمنى «ان يجتاز الشرق الاوسط في الفترة الحالية مرحلة اكثر انضباطاً من حيث التشاور بين المجموعة الاوروبية والدول العربية»، معتبراً «ان الدلائل الحالية تبشر بالخير».

وعن الجدار الذي تبنيه اسرائيل في الاراضي المحتلة قال الأمير الحسن: «في ما يتعلق بالجدار فهو فاصل وعازل في آن واحد. وهو فاصل وعازل لكل من يؤمن بالسلام حقيقة». واضاف: «في الحديث عن دول الجوار اود ان اقول انه يسهل على هذه الدول ان تتحدث عن الشأن العراقي، ولكن يبدو كأنما قل الحديث عن مضاعفات الاحتلال في عام 1967 وخصوصاً قضايا اساسية كاللاجئين والامن والبيئة والقضايا القطرية والاهم من قضية الجدار الامني العازل الذي تبنيه اسرائيل في الاراضي المحتلة يبقى مضاعفات الاحتلال والاحتلال نفسه لبنانياً واردنياً».

وشدد الأمير الحسن على المسؤولية الكبيرة التي يجب ان يلتزمها العرب، موضحاً ان المجال الذي يعمل فيه انطلاقاً من هذه المسؤولية، هو مجال المسار الثاني للمسؤولين. وستتركز حواراته مع الرؤساء اللبنانيين «انطلاقاً من كونهم يعملون في المجال الساخن الذي هو المجال السياسي، اعانهم الله». مضيفاً: «لكني اعتقد ان هناك تكاملاً بين المجالين. وعند الحديث عن مبادرات عبر برشلونة ويوروميد على سبيل المثال وكل ما يتجه نحو التوسط ما بين الشرق والغرب والشراكة الشرق الاوسطية. وهذه الشراكة في المسار الثاني لن تقوم الا بعد تفهم وتكامل بيننا وبين القيادات. وأرجو ان تسهم هذه الاحاديث في ردم الفجوة إن وجدت بين المفكرين ليقوموا بدورهم الاساسي الوطني في الظروف الحالية».

ولفت الأمير الحسن الى «حقيقة التسارع في البحث عن مصادر النفط البديلة في كل مكان، فدول النفط العربية تنظر شرقاً الى اليابان والصين والهند، ودول المغارب تنظر شمالاً الى اوروبا»، سائلاً عن «وضع محيط بلاد الشام» (لبنان وسورية والاردن).

وعن وصف الواقع العربي والاسلامي بالارهاب قال الأمير الحسن: «هناك فصل بين العالم العربي والاسلامي بغالبية كاملة وصامتة وبين النظرة عملياً للاعمال الارهابية التي نراها في كل مكان. وبطبيعة الحال المقاومة حق من الحقوق المشروعة. واعتقد ان قضية الاستقلال تبحث في كل مكان على صعد مختلفة. وانا شخصياً مهتم بسياسة الانضواء. لتنضوي جميعاً تحت القوانين والنواميس والاعراف الدولية. وينطبق ذلك على الحكومات وعلى الجامعات من دون استثناء».

هذا، وأوضح الأمير الحسن عقب لقائه الرئيس بري «ان الحديث تناول ما جرى ويجري في اطار انسنة القضايا العربية والنظرة الى الانسان العربي المسلم، ضمن ما اسعى اليه كرئيس لمنتدى الفكر العربي». مضيفاً: «وجدت من المفيد ان اطرح افكاراً بناءة بعيدة عن المسار السياسي ومعبرة عن رأي المجتمع المدني المغيَّب والذي يجب ان يُفعّل في منطقتنا العربية. فنحن بحاجة الى مذاكرة والى تواصل. وانا اشعر ان الحوار وتعظيم الجوامع اهم بكثير من البقاء في دائرة التأثر خوفاً مما سيأتي، اذ ينبغي ان نواجه ما يخطط لنا ونخرج الى دائرة التأثير».

وأشاد الأمير الحسن بدور لبنان، معتبراً اياه مثالاً للثقافة العربية والتعدد واحترام الآخر، ويعني من جملة ما يعنيه الاهتمام الاكيد بالثقافة الموصولة بين كل ما يغني المشروع الحضاري الجامع لبلاد الشام. كذلك اشاد بدور الموارنة في لبنان وفضلهم الكبير في مجال النهضة العربية.