«الأحرار» اللبناني: التصريحات المرتبطة باغتيال عوالي تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه على صعيد الوحدة الوطنية

TT

اعتبر حزب «الوطنيين الاحرار» اللبناني المعارض ان التصريحات التي اطلقت عقب اغتيال احد كوادر «حزب الله»، غالب عوالي، في الضاحية الجنوبية لبيروت الاثنين الماضي والتي تضمنت اتهامات وتهديدات «لا يمكن التغاضي عنها أو الوقوف منها موقف اللامبالي تحت طائلة التسليم بمنطقها كأنه منطق وطني جامع والاستسلام لمشاريع مطلقيها الخاصة على انها من الثوابت. وهذا ما يؤدي عاجلاً أم آجلا الى ما لا تحمد عقباه على صعيد الوحدة الوطنية». واذ كرَّر الحزب الناشط ضمن المعارضة المسيحية، مطالبته بارسال الجيش اللبناني الى الحدود الجنوبية «ليقوم بواجباته» تساءل عن اقرار المقاومة الاسلامية بنشاطات تتخطى الدور اللبنانية (في اشارة الى ان عوالي كان المسؤول عن وحدة التنسيق بين المقاومة الاسلامية والمنظمات الفلسطينية). وأدان «الاحرار» في بيان اصدره في ختام اجتماع عقده امس، اغتيال عوالي وانتهاك اسرائيل لسيادة لبنان وخرقها للخط الازرق. ووصف توسع دائرة المواجهة على الحدود الجنوبية بعيداً عن منطقة مزارع شبعا بأنه «مؤشر سلبي يهدد بمزيد من التدهور الذي يدفع اللبنانيون من دون سواهم ثمنه».

وفي موضوع انتقاد الاحكام القضائية التي صدرت في حق المتعاملين مع اسرائيل وتعميم صفة العمالة لفت «الاحرار» الى «ان ابناء المناطق التي خضعت للاحتلال الاسرائيلي كانوا ضحايا تقصير المجتمع الدولي في تنفيذ القرارات الدولية، وشلل الدول العربية وانكفائها عن وضع خطة مواجهة تتحمل كل منها مسؤوليتها في تنفيذها، واستقالة السلطة اللبنانية منذ الستينات، مما جعل الجنوب ارضاً سائبة». وذكّر بـ «الاثمان الباهظة التي لا يزال يدفعها اهلنا هناك ومنهم المشردون في اربعة اقطار العالم، ومنهم الممنوعون من العمل والوظيفة، ومنهم الذين لا يزالون يتعرضون للاعتداءات بعد تنفيذهم عقوبة السجن. ناهيك من الضغط النفسي الذي رفعته التصريحات الاخيرة الى حده الاقصى ولم توفر المقامات الدينية، بما يشبه التهديد بانقلاب او بالنية لترسيخ الوضع الاستثنائي وتشريعه والضغط على اللبنانيين لدفعهم الى الرضوخ له».

واعتبر الحزب «ان من حق اللبنانيين ان يكونوا على بينة من الاهداف الحقيقية للمقاومة الاسلامية ونطاقها. ونسجل اقراراً غير مسبوق في موضوع نشاطاتها مما قد يتم استغلاله في معرض الاتهامات التي يسوقها اطراف دوليون بتورطها في اعمال تتخطى حدود القضية اللبنانية، اي تحرير الجزء المتبقي من الارض اللبنانية تحت الاحتلال الاسرائيلي، والانخراط في مشاريع تتعدى اهدافها المعلنة وتحرج لبنان».

ورأى الحزب في «الادعاء ان لبنان يعج، من الحدود الى الحدود، بالعملاء وفرزهم الى كبار وصغار، تعبيرا عن ارهاب فكري وعن منحى تسلطي. وهو يدعو اصحابه الى ابراز اثباتاتهم، واقله الادلاء علنا بمعلوماتهم. واننا نترك لغيرنا مهمة البحث عن الطرف المستهدف والمتهم بالتواطؤ او التقصير او الاثنين معاً».