أجواء إيجابية واكبت وصول علاوي إلى دمشق

دوائر مطلعة ترجح عودة العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفارات

TT

أكد رئيس الوزراء العراقي الدكتور إياد علاوي أن «علاقات التعاون القائمة بين سورية والعراق ستكون موضع اهتمام مشترك بهدف تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات بما يجسد مصالح وآمال البلدين والشعبين الشقيقين». علاوي، الذي سيجري مباحثات مع المسؤولين السوريين تهدف الى تطوير علاقات التعاون بين بغداد ودمشق، أعرب لدى وصوله إلى العاصمة السورية ظهر أمس عن سعادته لزيارة لدمشق وشكر سورية «على مواقفها الداعمة للعراق وحرصها على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أرضه وشعبه»، كما أكد ثقته بان تتكلل هذه الزيارة، التي ستستغرق ثلاثة أيام، «بالنجاح وتحقق الغاية المرجوة على صعيد الانطلاق بعلاقات التعاون والتكامل بين البلدين والارتقاء بها الى المستوى المنشود في مختلف المجالات والميادين». في المقابل، أعرب رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري الذي كان في مقدمة مستقبلي علاوي، عن ثقته بأن هذه الزيارة «ستشكل قوة دفع لعلاقات التعاون بين سورية والعراق في المجالات والميادين الاقتصادية والتجارية والتنموية والسياسية». وتابع القول «نحن متفائلون بنتائج هذه الزيارة من خلال الرؤية والتطلعات المشتركة والآمال والطموحات التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين». ويرافق الدكتور علاوي الذي جرى له استقبال رسمي تضمن جميع المراسم البروتوكولية من عزف للنشيدين الوطنيين العراقي والسوري واستعراض حرس الشرف، وفد رسمي ضم وزراء التخطيط والتعاون الإنمائي والصحة والبيئة والداخلية والنفط والنقل وعدداً من وزراء الدولة ووكلاء الوزارات والمديرين والفنيين. واعتبر حجم الوفد وتشكيله اعترافاً سورياً بالسلطة السياسية العراقية، يتوازى مع تأكيد دمشق على ضرورة الإسراع في إنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق وعودة السيادة والاستقلال إليه. من جهة أخرى، قال مصدر سوري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن مباحثات علاوي مع القيادة السورية، حيث من المنتظر أن يجتمع قبل ظهر اليوم مع الرئيس السوري بشار الأسد ومع عدد من كبار المسؤولين السوريين، ستتركز على مسائل أمنية تتصل بالحدود، ومالية ذات علاقة بأموال عراقية في سورية، وأخرى ثنائية كان قد بحثها في دمشق نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح ووزير الدولة عدنان الجنابي، اللذان زارا دمشق الأسبوع الماضي في إطار سلسلة من الاتصالات بين الجانبين السوري والعراقي، تناولت مسائل ذات صفة سياسية واقتصادية وأمنية حدودية.

أيضاً، رأت أوساط سياسية سورية أن مسائل عدة ذات صلة بالعلاقات الثنائية تشملها مباحثات رئيس الوزراء العراقي في دمشق «من شأنها التمهيد لفتح صفحة جديدة من العلاقات ترتفع بها إلى مستويات متقدمة وتنسجم مع التأكيدات السورية المستمرة على استقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه». وكان علاوي قد استبق زيارته لدمشق بإيفاد نائبه صالح محملاً اياه رسالة إلى الرئيس الأسد دارت حول العلاقات الثنائية والوضع الراهن على الساحة العراقية، حيث أكد الرئيس السوري دعم دمشق للشعب العراقي ولوحدة الأراضي العراقية واستعادة العراقيين لسيادتهم الكاملة، بينما أعلن صالح في حينه أنه اتفق مع المسؤولين السوريين على أن تتعاون الأجهزة الأمنية المختصة في مجال ضبط الحدود ومنع ظواهر التسلل، بما يكفل تعزيز العملية السياسية في العراق. وتوقعت دوائر دبلوماسية عربية في العاصمة السورية أمس أن تسفر زيارة رئيس وزراء العراق عن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين دمشق وبغداد إلى مستوى السفارة، ذلك ان العلاقات ما زالت على مستوى شعبة رعاية المصالح وبرعاية السفارتين الجزائريتين في كل من بغداد ودمشق وتحت العلم الجزائري.