العراق طلب في مؤتمر القاهرة من دول الجوار تعهدا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض

TT

شهد المؤتمر السادس لوزراء خارجية دول جوار العراق حوارات كانت اشبه بالمواجهة حول مسألة التدخل في الشؤون الداخلية للعراق. وقد طلب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في المؤتمر من زملائه ان تتعهد دولهم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وبدأ زيباري متوجها بالحديث الى وزير الخارجية التركي عبد الله غول قائلا ومتسائلا: هل كركوك مدينة تركية أم عراقية؟ المعروف انها عراقية وتقع داخل الحدود العراقية الجغرافية، بينما انتم في تركيا تعطون للعراق دروساً ومحاضرات في الوحدة العراقية وفي سلامة الاراضي العراقية! وواصل زيباري توجيه اسئلته الى غول: هل أنتم ترتاحون عندما أتحدث كوزير عراقي عن مستقبل ديار بكر (أكبر المدن الكردية التركية) وغيرها؟

واشارت مصادر مطلعة الى ان المؤتمر كان جلسة للمصارحة اكثر منه اجتماعا رسميا. وكانت علامات الاستفهام المطروحة كثيرة حول دعم الأردن لعدة حركات ملكية في العراق، وخروج عناصر من «القاعدة» من دول مجاورة ودخولها العراق لارتكاب عمليات ارهابية. وكان التساؤل الاكثر إلحاحا يدور حول مغزى استقبال سورية لوفود من حزب البعث العراقي وعناصر عشائرية وممثلي جماعات تقوم بأعمال مسلحة في العراق، وكذلك حول ما تقوم به إيران من نشاطات واسعة داخل العراق. وفي تصريح خاص لـ«الشرق الاوسط» حول معالجة العراق لمسألة جماعة «مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة، قال الوزير زيباري ان لبلاده قرارا في اطار العراق الجديد بشأن العلاقة مع دول الجوار، وهو أن العراق لن يلجأ الى استخدام معارضين من هذه الدول أو شن حرب بالوكالة « فهذا ليس من أساليبنا ولا من سياستنا الخارجية». واكد زيباري أن العراق لن يكون ملجأ لتنظيمات مسلحة معارضة من دول الجوار. وردا على سؤال ما اذا كان العراق يعتزم تسليم «مجاهدين خلق» الى ايران، قال زيباري اننا «لن نمكنهم من اقامة قواعد أو نتواطأ معهم وسوف نعطيهم الخيار لترك العراق باعتبارهم غير مرغوب فيهم».