محامية لبنانية توكلت رسميا للدفاع عن نائب صدام وتدافع عن الرئيس العراقي المخلوع

بشرى الخليل لـ«الشرق الأوسط»: صدام يحاكم لأن صواريخه دكت تل أبيب وأنا أقف في مكان كان سيقف فيه الإمام علي

TT

باندفاعة لافتة وحماسة منقطة النظير، دافعت المحامية اللبنانية بشرى الخليل عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وأعلنت تطوعها للدفاع عنه وعن أركان نظامه، على الرغم من توكلها رسمياً للدفاع عن نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان بموجب سند توكيل عام نظمته لها زوجة رمضان التي لجأت الى احدى الدول العربية، وتقيم فيها سراً خوفاً على حياتها وافراد اسرتها. واكدت المحامية الخليل في حديث لـ«الشرق الأوسط» انها توكلت رسمياً للدفاع عن طه ياسين رمضان بعدما تلقت اتصالاً، حيث جرى تنظيم توكيل عام للدفاع عن رمضان من دون اي اتعاب».

* كيف ستوفقين بين توكلك للدفاع عن رمضان وتطوعك للمرافعة عن صدام ومساعديه السابقين؟

ـ منذ البداية تطوعت للدفاع عن الرئيس صدام حسين وطارق عزيز، وبعثت بكتاب التطوع هذا ليلة اعلان الجيش الاميركي اسر صدام، اعلنت فيه استعدادي للدفاع عنه لأن للرئيس العراقي في عنقي جميلين. الاول ان صدام رفض ان يتنحى عن منصبه عندما طلب الرئيس الاميركي جورج بوش منه ذلك، ولو تنحى لكان قدّم الامة العربية على طبق من ذهب لاميركا. والثاني ان صدام اطلق شرارة المقاومة العراقية التي استطاعت حتى الآن إفشال المشروع الاميركي ضد الامة العربية وضد المنطقة، وبالأخص ضد سورية وايران. وأضافت «ان الاميركيين يعتقدون انهم بهذه المحاكمة يذلون صدام حسين. وانا ارى ان صدام هو اكثر عربي حر. وقد بدا خلال المحاكمة انه حر بكل معنى الكلمة، في حين نشعر نحن اننا مأسورون.

* هل بات لديك ملف متكامل يمكِّنك من الدفاع والمرافعة؟

ـ لقد بدأت بتكوين هذا الملف بالتنسيق مع هيئات الدفاع في الاردن التي انضم اليها محامون من فرنسا وبلجيكا والمانيا واميركا وافريقيا وماليزيا. وهؤلاء جميعاً سيحاولون فضح التسلط الاميركي والاستبداد الذي يعمل على سلب حرية الشعوب ومحو ثقافاتها والسيطرة على ثروات العالم واذلال الشعوب الحرة.

* متى ستذهبين الى بغداد الا تخافين على حياتك في هذه المهمة الشبيهة بالمجازفة؟ ـ انني في صدد اعداد كتاب سأرسله الى وزير العدل العراقي وسأطلب فيه تأمين الحماية الشخصية، لأنني تلقيت تهديدات متعددة وطُلب مني التراجع عن هذه المهمة. حتى ان البعض انتقدني على مبادرتي هذه نظراً لحساسية وضعي ولكوني محامية شيعية من جنوب لبنان وانتمي الى احدى اكبر العائلات الدينية الشيعية في العالم.

* كيف تجرأت على الدفاع عن صدام رغم اتهامه بقتل ونفي وسجن الكثير من المرجعيات الشيعية في العراق؟

ـ المفترض بكل المرجعيات الشيعية اليوم ان يكونوا الى جانب صدام ضد الاحتلال الاميركي، فأنا اقف في مكان كان سيقف فيه الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه واهل البيت لو كانوا احياء. وانا متأكدة ان صدام يحاكم اليوم لأنه كان يهدد أمن اسرائيل، ولأن صواريخه ذات يوم دكّت تل ابيب.

* هل تتمتع المحكمة التي سيحاكم امامها صدام بصفة شرعية وقانونية؟

ـ كلا على الاطلاق، فهذه المحكمة شكلها بول بريمر الحاكم المدني الاميركي السابق. وهي مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع على سلطات الاحتلال التدخل في عمل القضاء. فلا هذه المحكمة شرعية ولا محكمة الجزاء الدولية صالحة لمحاكمة صدام لأن العراق والدول العربية لم تصادق عليها. وبرأيي ان المحكمة التي يمثل صدام امامها اليوم يجب ان تجري محاكمتها بالخيانة العظمى ومساعدة العدو في احتلال الدولة. وهي توجه الاتهامات لصدام بموجب قانون العقوبات العراقي الذي علّق مفعوله بريمر.

واوضحت المحامية الخليل انها في اول جلسة تمثل فيها للدفاع عن صدام واعوانه ستطعن برئيس المحكمة سالم الجلبي «لأنه في الاساس ليس عراقياً، بل هو ابن عائلة عراقية الاصل اسقطت عنها الجنسية العراقية وفق القانون العراقي الذي يسقط الجنسية عن كل عراقي يحصل على جنسية اجنبية». وقالت «اذا كان سالم الجلبي اكتسب الجنسية العراقية حديثاً فإن من شروط القاضي ان يكون عراقياً منذ اكثر من عشر سنوات ثم ان الجلبي هو محام وتاجر فكيف يجمع بين الصفات الثلاث؟».

واضافت «اما الشرط الاهم فهو حيادية المحكمة التي ستحاكم اي متهم. والجلبي لا تتوافر فيه هذه الحيادية فهو فضلاً عن انه شريك لرجل اعمال اسرائيلي وصديق لاعضاء في حزب الليكود، فقد اتى الى العراق بحماية الاميركيين، لذلك فإن في هذه المحاكمة تعد انتهاكاً لكل المبادئ الاساسية لاصول المحاكمات ولحقوق الانسان».