إسرائيل تفرض عقوبات جديدة ضد الأسرى الفلسطينيين انتقاما من ثورتهم الأخيرة

TT

تتخذ إدارة السجون الاسرائيلية سلسلة اجراءات عقابية جديدة ضد الأسرى الفلسطينيين، اضاقة الى ما يعانونه في الاصل، وذلك انتقاماً منهم على التمرد الاخير الذي قاموا به في مطلع الشهر الجاري وسكبوا خلاله الزيت الساخن على احد السجانين.

فقد ألغت إدارة السجون زيارات الاهل وكذلك زيارات المحامين وأعضاء الكنيست للاسرى وقطعت عنهم الاتصال بالعالم الخارجي تماما، فلا اذاعات ولا تلفزيون ولا جرائد، وفرقت عددا من الاسرى الذين تتهمهم بقيادة التمرد وأدخلتهم في زنازين انفرادية تحت الارض.

وقال النائب عبد المالك دهامشة من الحركة الاسلامية، وهو الذي كان من المفروض ان يلتقي هذا الاسبوع الاسير مروان البرغوثي، أمين سر حركة «فتح» الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد انه تلقى امرا يمنع هذه الزيارة واية زيارات اخرى للسجون لأجل غير مسمى. وكانت ادارات السجون قد منعت في الاسبوع الماضي ايضا النائب محمد بركة، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. وكان النائب دهامشة قد اجرى جولة على السجون الاسرائيلية خلال الاسابيع الاخيرة، التقى خلالها عشرات الأسرى. واستمع الى تقارير عن التطورات الاخيرة. فقالوا له ان إدارة السجون ضاعفت وسائل القمع ضد الاسرى، منذ ذلك التمرد، الذي كان بحد ذاته قد اعلن احتجاجاً على الاوضاع القاسية. فزادوها قسوة. ورووا كيف قامت القوات الخاصة بالبطش بالتمرد، بوسائل الضرب والقمع الوحشية والتعامل بالعنف والشتائم القذرة.

وروى دهامشة كيف تبتدع ادارة السجون عقوبات، تبدو سهلة ولكن لها ابعاد قاسية للغاية، آخرها فرض غرامات مالية على الاسرى تصل الى حد مبلغ 500 شيكل (110 دولارات) وحتى 700 شيكل (135 دولاراً)، وفي بعض الاحيان 2000 شيكل (440 دولاراً). وتخصم هذه المبالغ من الاموال التي يتم جمعها للاسرى من المؤسسات الوطنية والخيرية في الخارج (من الضفة الغربية وقطاع غزة ومن تبرعات فلسطينيي 48 ومن مخصصات السلطة الوطنية للاسرى).

وقد بلغ مجموع ما فرض من غرامات خلال السنتين الاخيرتين وحدهما، مبلغ 500 ألف شيكل (110 آلاف دولار). وهذا مبلغ ضخم من الصعب تصوره. وهو، في المفروض، أن يصرف على الاحتياجات الاولية للاسرى مثل شراء الصابون وشفرات الحلاقة والبسكويت والحلويات والأدوات القرطاسية والملابس الداخلية وغيرها. وقد أثار دهامشة هذا الموضوع في جلسة خاصة للكينست، مطالبا بإلغاء الغرامات. وقال ان ادارة السجون لا تكتفي بممارساتها الهمجية ضد الاسرى، فتحاول زيادة قهرهم وهم الذين يعانون اصلا من ظروف قاسية وقلة الرعاية الصحية.