مسؤول استخبارات أميركي: لدينا عملاء داخل «القاعدة» ساعدوا على إحباط هجمات لكنهم ليسوا بين الدائرة المحيطة بابن لادن

TT

صرح مسؤول في إحدى دوائر الاستخبارات الأميركية بأن وكالة الاستخبارات المركزية (سي.أي.ايه)، لديها عملاء داخل شبكة «القاعدة» حاليا، مثلما كان عليه الحال قبل هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، إلا ان الوكالة لم تستطع زرع عملاء على مستوى القيادة العليا او الدائرة المغلقة المحيطة بأسامة بن لادن في «القاعدة» حيث يجري النقاش حول المعلومات الرئيسية لأي هجوم مستقبلي. وقال المسؤول إن هؤلاء العملاء مستواهم أرفع من مجرد جنود ومقاتلين عاديين، وهم من الافغان والباكستانيين والاوزبك وآخرين جندهم ضباط في وكالة الاستخبارات المركزية، وهم اعلى مستوى داخل تنظيم «القاعدة» من عملاء الوكالة الذين كانوا في «القاعدة» قبل ثلاثة سنوات. وتمكنت الولايات المتحدة بمساعدة هؤلاء العملاء ومن خلال عمليات الاعتراض الالكتروني للاتصالات والتقاط الصور بواسطة الاقمار الصناعية، ومساعدة اجهزة الاستخبارات الأجنبية خلال العامين السابقين من اعتقال وقتل ثلثي مساعدي اسامة بن لادن الكبار، وإحباط عدد من المخططات ضد سفارات وطائرات وسفن وأهداف أميركية في مختلف انحاء العالم. وعلى الرغم من أن دوائر الاستخبارات الأميركية تعتقد ان شبكة «القاعدة» تعتبر حاليا أقل قدرة مقارنة بالفريق الذي وضع مخطط هجمات 11 سبتمبر، فإن اسامة بن لادن لا يزال ينظر الى الولايات المتحدة كهدف اساسي ويريد مواصلة الهجوم عليها بنفس الطريقة التي حدثت قبل ثلاثة سنوات، طبقا لحديث مسؤول استخباراتي اميركي مع مجموعة من الصحافيين.

وهذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها مسؤول بوكالة الاستخبارات المركزية علنا عن وجود عملاء للوكالة داخل تنظيم «القاعدة»، فضلا عن حديثه حول خطوات اخرى تهدف الى تفتيت التنظيم وإحداث شروخ داخله، وهو نوع المعلومات التي درجت الوكالة على عدم الافصاح عنها. وجاءت هذه التصريحات كجزء من الرد على الانتقادات القوية التي وجهت الى «سي.آي.ايه» من جانب لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، اذ تحدث تقرير اللجنة عن الفشل الذريع لاجهزة الأمن والاستخبارات الاميركية قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 بسبب افتقارها للمصادر الاستخبارية البشرية حول تنظيم «القاعدة». وكشف المسؤول ان الولايات المتحدة تمكنت من إحباط عدد من المخططات بواسطة عناصر رئيسية في تنظيم «القاعدة» ضد طائرات وسفن اميركية بعضها في شمال شرق وجنوب شرق آسيا. وأشار المسؤول الى وجود معلومات قوية وراء التحذيرات من هجمات اخرى، مؤكدا انهم تلقوا معلومات محددة تشير الى ان شبكة «القاعدة» تسعى الى شن هجوم ضد الولايات المتحدة. وقال المسؤول ان الاستخبارات اعترضت اتصالات بين بعض المشاركين في مخطط 11 سبتمبر، إلا ان محللي الاستخبارات لم يفهموا الحديث، الذي كان مشفرا فيما يبدو، ولم يتمكنوا بالتالي من إحباط العملية. وأضاف المسؤول ان عناصر «القاعدة» التي كانت مشاركة المخطط ادركت ان الهواتف كانت تحت المراقبة، لذا اصبحوا اكثر حذرا في الحديث. وأوضح قائلا ان جورج تينيت مدير الاستخبارات السابق تمكن من إصدار تحذيرات من هجمات ارهابية صيف عام 2001 «بسبب الشائعات التي ترددت في المعسكرات والمعلومات التي جرى الحصول عليها من عمليات الرصد والمتابعة والجمع». وأشار مسؤول استخباراتي سابق الى انه سمع الجنرال مايكل هايدن، مدير وكالة الأمن القومي، التي اجرت عمليات التنصت، وهو يردد 20 او 30 مرة خلال صيف عام 2001 ان الهجوم «سيقع غدا». وقال ثلاثة مسؤولون في اجهزة الاستخبارات خلال حديثهم مع الصحافيين انهم يعترفون ببعض الاخفاقات التي ورد في تقرير لجنة التحقيق في 11 سبتمبر، لكنهم يشعرون بأن الاساليب وطرق العمل التي اصبحت تطبق حاليا ستساعد على حل هذه المشكلات. * خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»