الجيش الجزائري يقتل 10 من أفراد «السلفية» ويكتشف نفقا بداخله متفجرات وأدوية في معاقلها الرئيسية

TT

تشن القوات الخاصة الجزائرية منذ أيام، هجوما واسع النطاق على المعاقل الرئيسية لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بمنطقة بومرداس (50 كلم شرق العاصمة). وذكرت مصادر أن الجيش قتل 10 عناصر من «السلفية» وألقى القبض على 4 منهم. ويتابع سكان بوزفزة وقدارة وزموري، بمرتفعات بومرداس باهتمام كبير تطورات الحصار المضروب على أهم موقع للجماعة السلفية، وهي المنطقة الثانية في التنظيم الهيكلي للجماعة. وذكر شهود، أن القوات البرية ظلت تقصف أماكن المسلحين بالجبل وفي الغابات المطلة على الساحل الشرقي، وكانت مدعمة بالطائرات المروحية لرصد تحركات المسلحين الذين يعرفون المنطقة جيدا، بحكم وجودهم بها منذ 6 سنوات على الأقل.

وأوضحت مصادر أمنية، أن الجيش اكتشف، وهو يقتحم مخابئ المسلحين بجبل بوزفزة، نفقا طوله لا يقل عن 3 كيلومترات، وعلى جوانبه أقام المسلحون ما يشبه غرف صغيرة للنوم والاحتماء من ضربات قوات الأمن في حالة الاشتباك معها. وأوضحت المصادر، أن القوات الخاصة عثرت على كمية معتبرة من الأدوية والمتفجرات الأمر الذي يدعو إلى الاعتقاد، أن أفراد «السلفية» استفادوا من دعم ومساعدة مواطنين يؤمنون بمشروع الجماعة الذي يرمي إلى إقامة دولة إسلامية بلغة السلاح. وربطت مصادر بين المواد المتفجرة والسيارة المفخخة التي فجرتها «السلفية» في محطة إنتاج وتوزيع الكهرباء بالعاصمة وخلفت 13 جريحا، يوم 21 يونيو (حزيران) الماضي. وذكر شهود في منطقة شويشة بزموري (60 كلم شرق العاصمة) لـ«الشرق الأوسط»، أن القصف المكثف والمتواصل، دفع بالعديد من العائلات إلى مغادرة قراها وأراضيها الزراعية، وتوجهت إلى وسط المدن. وأكدت وكالة الأنباء الجزائرية، أن الجيش قتل 4 مسلحين ينتمون لـ«السلفية» ليلة أول من أمس في جبل شويشة، وأن العملية قادتها القوات البرية التابعة للناحية العسكرية الأولى، مدعومة بطائرات عمودية.

وتأتي هذه العملية بعد أكثر من شهر، من إعلان الجيش مقتل زعيم «السلفية» نبيل صحراوي المدعو مصطفى أبو إبراهيم و4 من أهم رجاله في بجاية (250 كلم شرق العاصمة). واعتبرت «السلفية»، قائدها في عداد المفقودين وليس مقتولا، ونفت مقتل عنصرين بارزين من الأربعة وهما «مفتي» الجماعة ورئيس جهازها الإعلامي. وتعد الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الأكثر نشاطا من بين الجماعات المسلحة في الجزائر، أعلنت ولاءها لتنظيم «القاعدة» في سبتمبر (أيلول) 2001. وقدر الجنرال عبد الرزاق معيزة قائد أركان الناحية العسكرية الأولى، عدد رجالها بـ450. وأعلنت «السلفية» رفضها لمشروع «المصالحة» الذي يدعو إليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، متمسكة بالعمل العسكري الذي بدأته منذ تأسيسها في صيف 1998 .