شكوك باختلاق كاتبة أردنية لرواية عن جريمة شرف لتحصل على حق اللجوء في أستراليا

ناشطة نسائية بعمان تعدد 73 خطأ في القصة التي ورد فيها أن الكويت تقع على حدود الأردن وأن نهر الأردن يمر في عمان

TT

منذ 6 سنوات ضج العالم الغربي برواية بالإنجليزية ألفتها كاتبة أردنية اسمها نورما خوري تتحدث فيها عن مقتل صديقتها الأردنية، داليا، فيما يعرف بجرائم الشرف.

وفي الرواية، وهي بعنوان «الحب الممنوع» تقول مؤلفتها إنها غادرت الأردن بعد أشهر من مقتل شريكتها وصديقتها في أواسط التسعينات، لكنه اتضح الآن أنها كانت تقيم طوال تلك السنوات في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة وفي العام الذي وقعت فيه أحداث الرواية التي وصفتها بالواقعية، بحسب ما قالته صحيفة «سيدني مورننغ هيرلد» الأسترالية في عددها أمس، حيث حققت طوال 18 شهرا في الرواية التي نشرتها دار «راندوم» للنشر الأسترالية ووزعتها في 15 دولة وبيع منها حتى الآن أكثر من 250 ألف نسخة في أستراليا وحدها، وأضعاف هذا العدد في أوروبا والولايات المتحدة.

وتورد خوري في الرواية تفاصيل عن صداقتها مع داليا، الشابة المسلمة التي اشتركت معها في فتح صالون لتصفيف الشعر للجنسين بعمان، وكيف أن داليا وقعت في حب أحد زبائن الصالون، وهو جندي مسيحي كاثوليكي في الجيش الأردني، اسمه ميشال. وعندما علمت عائلة داليا بقصة الحب غضبت وثارت فقام والدها بطعنها حتى الموت، لكنهم اكتشفوا بعد تشريح الجثة بأنها كانت عذراء عند مقتلها. مع ذلك، ووفقا للقانون الأردني، أفرجت السلطات عن الوالد الغاسل شرفه بدم ابنته، وبعد أقل من 3 أشهر من اعتقاله، فعاد إلى العائلة وإلى الحي «كما يعود الأبطال» بحسب تعبير نورما التي وجدت نفسها مضطرة للفرار من الأردن، وفق ما كتبت في الرواية التي حازت على جائزة عالمية للقصة الواقعية، والتي كتبت فصولها في مقاه للإنترنت بأثينا قبل أن تستقر بعد الفرار من الأردن في أستراليا التي منحتها حق اللجوء المؤقت لقولها إن هناك من يريد اغتيالها في عمان، لذلك تقيم نورما خوري الآن في مدينة لا يعرف عنوانها في أستراليا إلا المقربون وسلطات البلاد التي قد تلغي إقامتها فيما لو اتضح اختلاقها للقصة.

وأكدت الصحيفة، التي قالت إن لديها ما يثبت أن خوري حاصلة على الجنسية الأميركية وقضت معظم حياتها في الولايات المتحدة وليس في الأردن، انها قابلت والدتها المقيمة الآن في شيكاغو، حيث اكتشفت أن لخوري زوجا وطفلين، ممن لم تشر إليهم إطلاقا في روايتها، مموهة بذلك تفاصيل ماضيها وحياتها المزدوجة عن الناشرين وعن وكيلها وعن عدد من محاميها في دول عدة، إضافة إلى دائرة الهجرة الأسترالية، ثم عن الأهم، وهم مئات الآلاف ممن طالعوا روايتها.

وأهم ما ورد في شكوك الصحيفة جاء من الأردن بالذات، حيث انتابت القراء حيرة من بعض الأخطاء في الوقائع، والتي لا يمكن لشخص عاش في الأردن أن يقع فيها. كما تسببت اللهجة الأميركية المتقنة التي كتبت بها نورما خوري روايتها في إثارة الشكوك أكثر، إضافة إلى أنه لا أحد في الأردن يتذكر ذلك الصالون الذي تتحدث عنه نورما خوري لتصفيف شعر الرجال والنساء، ولا حتى جريمة القتل التي سردت تفاصيلها. كما أن أحدا لا يتذكر أيضا أنه عرفت في الأردن فتاة اسمها نورما خوري، أو الكاتبة التي بدأت دار النشر أيضا بالتحقيق في مزاعم «سيدني مورننغ هيراد» مع أن مسؤولا فيها دافع عنها أمام الصحيفة وقال عنها «إن نورما خوري ربما اضطرت إلى إخفاء هويتها للفرار من الأردن».

أما الكاتبة فدافعت عن نفسها ونفت مزاعم الصحيفة، وصرحت لها قائلة: «أنا أدحض ادعاءاتكم، ولو توفر لديّ متسع من الوقت لزودتكم بالبرهان، وهو ما أنوي فعله مستقبلا» وفق تعبيرها.

وقالت الدكتورة أمل صباغ، الأمينة العامة للجنة الأردنية الوطنية لشؤون المرأة، وهي هيئة تأسست في 1992 وتضم 3 جمعيات نسائية وترأسها الأميرة بسمة، عمة العاهل الاردني الملك عبد الله، فقالت الدكتورة صباغ إن كتاب «الحب الممنوع» لنورما خوري مثير للكثير من الشكوك وفيه العشرات من الأخطاء.

ومن أغرب الأخطاء في الرواية ما قالته مؤلفتها «وهو أن نهر الأردن يمر في عمان، وأن الكويت تقع على حدود الأردن، وأنها كانت تملك صالوناً (رجالي ـ نسائي) اسمه «إن أند دي» مشتق من الحرف الأول للكاتبة والحرف الأول لصديقتها وشريكتها داليا، علما بأن «القوانين الأردنية لا تسمح بتأسيس صالون مشترك للحلاقة إلى الآن»، وفق تعبير الدكتورة صباغ.

وتقول الدكتورة أيضا إن الكاتبة نورما خوري ذكرت في روايتها ان جثة شريكتها وصديقتها «نقلت بعد مقتلها إلى مستشفى فلسطين بعمان، وقد راجعنا تقارير المستشفى ولم نجد اسما لمن تم قتلها بجريمة شرف. كما لم يكن في عمان فندق باسم «غراند حياة» في 1995 وهو العام الذي نرى أن أحداث الرواية جرت فيه، بل تم تأسيس هذا الفندق في 1999 بعمان، لذلك نستغرب ورود اسمه في الرواية والذي لم يكن موجودا عندنا في العاصمة بالمرة. كما لم يكن في عمان ولا الأردن كله أي صالون رجالي ـ نسائي، بل أي صالون حلاقة يحمل ذلك الاسم الوارد في الرواية». وروت الدكتورة صباغ، التي تؤكد أن عدد الأخطاء المهمة في الرواية يزيد على 73 خطأ، انها تملك أدلة قاطعة بأن نورما خوري حاصلة على الجنسية الأميركية، وأن والدتها اسمها أسماء وتقيم إلى الآن مع ابن لها في شيكاغو وقد أصبح عمرها 64 سنة ومريضة بالسكري والقلب، وأن نورما خوري هي أردنية لكنها متزوجة من يوناني ولها منه طفلان وهو من عائلة توليوبولوس، وان اسمها ليس نورما خوري تماما، بل ينقص هذا الاسم اسم آخر، لكن الدكتورة صباغ التي تحدثت عبر الهاتف من بيتها إلى «الشرق الأوسط» رفضت الكشف عن هذا الاسم «منعا للاحراج» على حد تعبيرها، ومن دون ذكر لسبب هذا الرفض.