المغرب: محكمة الرباط تدين 26 متهما بالإرهاب واعتقال 8 متشددين في ضواحي «المحمدية»

TT

أدانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط الليلة قبل الماضية 26 متهما بالارهاب، وبرأت ساحة متهم واحد، في 3 قضايا منفصلة. وتراوحت الإدانة بين 15 سنة سجنا والغرامة المالية.

وقضت المحكمة بالسجن مدة 15 سنة على متهم واحد ، ومدة 12 سنة على 3 متهمين، ومدة 8 سنوات على 3 متهمين، ومدة 5 سنوات على متهم واحد، ومدة 4 سنوات على 3 متهمين، كما حكمت بالسجن مدة سنتين على 8 متهمين وتغريم 7 متهمين بدفع 5 الاف درهم لكل واحد منهم ، ومنحتهم 10 أيام لاستئناف الحكم.

وتوبع المتهمون بتهم تكوين عصابة اجرامية لاعداد وارتكاب اعمال إرهابية ومحاولة الاعتداء على حياة الاشخاص والتزوير في وثائق إدارية واستعمالها وعدم التبليغ عن جرائم ارهابية، وحيازة متفجرات واستعمالها وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص بها، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق.

وركز الوكيل العام للملك (المدعي العام) في مرافعاته على ثبوت اركان التهم الموجهة للمتهمين، واثبت انهم تشبعوا بالفكر السلفي الجهادي المتطرف، الذي يدعو الى تكفير المجتمع ومؤسسات الدولة، من حكومة وبرلمان ويخطط لضرب السفارات الاجنبية والمصالح الاقتصادية للدول وعلى رأسها اميركا.

ومن جهة اخرى، أكدت مصادر أمنية مغربية أن الفرقة الوطنية للشرطة اعتقلت خلال اليومين الأخيرين 8 من العناصر الأصولية المتشددة في غابة «الكاسكاد» المجاورة لمدينة المحمدية (شمال الدار البيضاء)، لهم علاقة بزعيم خلية «بني ملال» ابراهيم حمدي الموجود رهـن الاعــتقال.

وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن عملية الاعتقال جاءت بعد التوصل لمعلومات دقيقة حول قيام هذه المجموعة بأنشطة مشبوهة وتدريبات منتظمة في الغابة، حيث كانوا يعقدون اجتماعات لم تكشف المصادر عما كان يدور فيها.

وقالت المصادر ذاتها إن عناصر الفرقة الوطنية واجهت مقاومة قوية أثناء عملية الاعتقال لهذه العناصر التي كانت تجري تدريبات رياضية على فنون القتال، ولم تستبعد أن تكون لهم علاقة بإحدى الخلايا الإرهابية، التي وصفتها بالنائمة. واضافت «التحقيقات مع هذه العناصر ستكشف مدى تورط عناصر هذه المجموعة في نشاط محظور أو علاقتهم بإحدى التنظيمات الإرهابية الخارجية».

واعتبرت أن جميع المعطيات المتوفرة حتى الآن تشير إلى احتمال وجود علاقة وطيدة بمجموعة «بني ملال» التي جرى تفكيكها الشهر الجاري، ويجري التحقيق مع عناصرها من طرف قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في الرباط.

وأوضحت المصادر أن الأمن المغربي لم يتوقف بعد عن القيام بعمليات تمشيطية لجل المناطق التي يشتبه في وجود عناصر متطرفة فيها. وقالت إن الغابات تبقى أحد اهم الاماكن التي عادة ما يجتمع فيها المتشددون لإجراء التدريبات وعقد اجتماعات لاستقطاب الشباب وضمهم إلى جماعاتهم المتطرفة.

وأكدت المصادر أن «مثل هذه الأنشطة قد خفت بعد العمليات الأمنية الكبرى التي باشرها الأمن المغربي بعد أحداث 16 مايو (ايار) 2003 المرعبة، إلا أنها لم تتوقف، إذ أنه بين الفينة والأخرى تقوم بعض العناصر بالتخفي للاجتماع في أماكن بعيدا عن مراقبة السلطة، وعادة ما تفضل اللجوء إلى الغابات المجاورة لضواحي المدن بعد أن ضيقت السلطات الخناق عليهم في المدن الكبرى والصغرى والقرى أيضا».