حزب التحرير اللبناني: اخترنا زيارة علاوي لأول ظهور علني لنا وليس لنا علاقة بإطلاق سراح جندي المارينز

TT

في الوقت الذي كانت فيه السلطات اللبنانية تجري تحضيراتها لاستقبال رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الذي يقوم بجولة شملت حتى الآن عدداً من الدول العربية، ظهرت مفارقة قد تكون وحيدة على الساحة اللبنانية تمثلت بتنظيم اعتصام في احد اهم المساجد في محافظة الشمال، هو المسجد المنصوري الكبير وسط المدينة القديمة لطرابلس، احتجاجاً على هذه الزيارة، وذلك من قبل «حزب التحرير ـ ولاية لبنان» المحظور عن العمل منذ العام 1962 في عهد رئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب.

حول هذا الاحتجاج والموقف العدائي من اميركا والظهور العلني في هذا الوقت بالذات ومدى علاقة الحزب بالإفراج عن جندي «المارينز» الاميركي اللبناني الاصل واصف علي حسون الذي كان اختطف في العراق والموقف من مسألة قطع رؤوس الرهائن في هذا البلد، كان لـ«الشرق الأوسط» حديث مع المسؤول الاعلامي للحزب في لبنان ايمن القادري الذي قال: «ان مسألة الظهور العلني ندرسها منذ فترة. ورأينا من المناسب اطلاقها مع زيارة (رئيس وزراء العراق اياد) علاوي الى بيروت بدعوة رسمية من رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري».

وأضاف: «اننا نعتبر انفسنا مقصرين في الظهور العلني قبل هذا الموعد. وربما كان ذلك مرتبطاً بمسألة الاعتقالات والملاحقات التي كانت تطاول افراد الحزب والتي حصل آخرها قبل عشرة ايام في مدينة صيدا حيث تم توقيف الاخ محمد الطايش بتهمة الانتماء الى حزب محظور وتوزيع بيانات».

وأفاد القادري رداً على سؤال: «لقد آثرنا المباشرة بالظهور العلني لأنه كانت تصلنا انتقادات عدة حول العمل السري، ما قد يفسر بأننا نخبئ شيئاً. ولذلك رأينا، انطلاقاً من الدعوة التي نود نشرها، ان نباشر بهذا الظهور منعاً لأي تفسيرات خاطئة».

وعما اذا كان سيتبع هذا الظهور العلني فتح مكاتب للحزب في العاصمة بيروت والمناطق مثلاً، اجاب: «الموضوع المطروح هو المباشرة بفتح مكتب اعلامي. واعتقد ان ذلك سيحصل في وقت ليس ببعيد، مع اننا لم ندع اي فرصة او مناسبة الا وأعلنا رأينا صراحة» مذكِّراً بأن الحزب انطلق من القدس في العام 1959 على يد المؤسس «الأمير» تقي الدين النبهاني، ثم انتشر في معظم البلاد الاسلامية ومنها لبنان الا ان السلطة اللبنانية اعتبرته محظوراً في العام 1962 حيث تم الغاء طلب الترخيص. وأشار الى ان حضور الحزب يتفاوت بين بلد وآخر.

وسئل القادري: من المعروف ان رئيس الوزراء العراقي قد زار الاردن وسورية ومصر قبل ان يصل الى لبنان، فلماذا تم الاحتجاج على زيارته في لبنان فقط ومن مدينة طرابلس بالذات فأجاب: «في الواقع درسنا احتمالات عدة لإمكانية التحرك. وقد وجدنا من المناسب ان تكون الاطلالة من مدينة طرابلس».

وعما اذا كان عناصر الحزب قد تعرضوا لأي ملاحقات خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، افاد: لم يسجل اي حادث توقيف حتى الساعة (المحادثة جرت قرابة الواحدة من بعد ظهر امس بتوقيت بيروت). وعما اذا كان يتوقع حصول ملاحقات وتوقيفات، قال: «بالطبع فأننا نتوقع كل شيء».

وسئل القادري عن معلومات تحدثت عن دور للحزب في اطلاق سراح الجندي الاميركي اللبناني الاصل واصف علي حسون من ايدي خاطفيه في العراق، فأجاب: «لم اسمع بهذه المعلومات من قبل. ولم يكن لنا اي دور، فنحن توجهاتنا غير مسلحة ونعمل لنشر الدعوة الاسلامية. وهناك اختلاف في مجالات العمل بيننا وبين المقاومة العراقية مع اننا نشجع مواجهة القوات الاميركية المحتلة وحلفائها في العراق لأننا نعتبر ان اميركا هي التي تدعم اسرائيل في عدوانها وفي ان يكون لها دولة فوق جثث الفلسطينيين والمسلمين. وأميركا هي التي تمول اسرائيل وتدعم اعمالها الاجرامية في لبنان والمنطقة العربية. ونعتبر ان سفارتها في لبنان هي مثل السفارة الاسرائيلية».

وعما اذا كان يُفهم من ذلك ان «حزب التحرير» يؤيد اسلوب قطع رؤوس الذين يتعرضون للخطف، كما يحصل في العراق، اجاب القادري: «انها مسألة فقهية ويجب النظر اليها من هذه الزاوية. ويجب دراسة الواقع على الارض. وأننا لم نبحث هذه المسألة كحزب» مضيفاً انه «عند القيام بأي أمر يجب استقراء نتائجه».

يشار الى ان الحزب يضم اعضاء من الطائفتين السنية والشيعية (مع غالبية من الاولى). ويتولى مهام امارته منذ العام 2003 المهندس الاردني عطاء ابو رشته. وقد تم توقيفه مراراً في الاردن. والحزب لا يعلن عن مكان اقامته لأسباب امنية.