البنتاغون يعثر «فجأة» على سجلات رواتب بوش العسكرية وشكوك متزايدة في أدائه الخدمة في الحرس الوطني بالاباما عام 1972

TT

عثرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) على بعض السجلات المتعلقة بالفترة التي خدم فيها الرئيس جورج بوش بالجيش، وتحديدا في الحرس الوطني الجوي أثناء حرب فيتنام، والتي اعلن قبل اسبوعين فقط انها تلفت. وبالرغم من العثور علي السجلات الا انها لم تقدم أي أدلة جديدة ضد اتهامات الديمقراطيين لبوش بأنه تغيب عن الخدمة من دون اذن نهاية 1972، وانه لم يمض العام الاخير من خدمته في ولاية الاباما للعمل في حملة سياسية كما يقول، اذ ان ضباطا اخرين في الحرس الوطني قالوا انهم «لا يتذكرون أبدا أنهم شاهدوه هناك». واعرب الديمقراطيون عن شكوك عميقة في صحة الكشف عن سجلات الرواتب الان. وتشمل الوثائق، التي اعلن عنها البنتاغون اول من أمس، كشفي مرتبات على الكومبيوتر باهتين يوضحان ان بوش لم يحصل على راتب أواخر عام 1972، كما لا يقدم كشفا الرواتب دليلا على وضع بوش في الاباما في أواخر ذلك العام. وأرجعت وزارة الدفاع، التي أعلنت قبل أسبوعين أن سجلات الرواتب تلفت بطريق الخطأ، الفشل السابق في العثور على السجلات الى «خطأ من جانب المراجعين».

وقال برايان هوبارد المتحدث باسم مكتب المالية والحسابات بوزارة الدفاع انه تم العثور على ميكروفيلم سجلات المرتبات في منشأة بدنفر بولاية كولورادو. ومضى يقول «نتحدث عن معالجة يدوية لسجلات يزيد عمرها على 30 عاما». وأضاف إن المسؤولين كانوا يبحثون من قبل في المكان الخطأ عن سجلات تتعلق بالربع الاول من عام 1969 والربع الثالث من عام 1972 وأنهم استنتجوا بطريقة غير صحيحة أن السجلات تلفت.

ووصفت اللجنة القومية للحزب الديمقراطي العثور على سجلات مرتبات بوش في ساعة متأخرة ليلة اول من امس عشية المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي بأنه «أمر يثير الشكوك بشدة». وقال جانو كابريرا المتحدث باسم اللجنة القومية للحزب الديمقراطي «ان سجلات بوش العسكرية تظهر على ما يبدو بصورة عشوائية مثلما كانت خدمته». غير ان ترنت دافي المتحدث باسم البيت الابيض قال ان الوثائق «توضح، بالرغم من هذا، أن الرئيس خدم في الجيش وأتم خدمته ولهذا السبب صرف من الخدمة على نحو مشرف». ومسألة أين خدم بوش اثناء فترة تجنيده كطيار في الحرس الوطني الجوي في تكساس بالولايات المتحدة اثناء حرب فيتنام تعد من القضايا الساخنة في عام الانتخابات الحالي، خاصة ان جون كيري منافس بوش في انتخابات الرئاسة حصل على وسام كمحارب في فيتنام.

ويذكر ان بوش انتقل في مايو (ايار) 1972 الى الاباما للعمل في حملة سياسية وقال انه ادى خدمته في الحرس الوطني هناك لمدة عام. لكن ضباطا اخرين في الحرس الوطني قالوا انهم لا يتذكرون أبدا أنهم شاهدوه هناك. وكان والد بوش عضوا في الكونغرس في ذلك الوقت، بينما كان ينظر للخدمة في الحرس الوطني كوسيلة لتجنب ارسال ابناء اصحاب النفوذ للحرب في فيتنام. واثيرت التساؤلات حول السجلات مرة أخرى هذا العام حينما سعى بوش في غمرة الحرب في العراق الى تصوير نفسه «رئيسا محاربا» في اطار سعيه للفوز بإعادة انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.