قمة خاطفة بين الأسد ومبارك في القاهرة تؤكد الالتزام بدعم الاستقرار في العراق

متحدث باسم الرئاسة المصرية: الرئيس السوري استعرض الجهود لاحكام السيطرة على الحدود

TT

أجرى الرئيس المصري حسني مبارك أمس مشاورات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي قام بزيارة خاطفة الى القاهرة استغرقت عدة ساعات، تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة على الساحة الفلسطينية والوضع في العراق. كما اجرى الرئيس المصري محادثات اخرى مع وزير الخارجية الاسباني ميجيل موراتينوس أمس تناولت تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية.وقال السفير ماجد عبد الفتاح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أمس عقب المحادثات ان لقاء مبارك والاسد تطرق الى موضوعي العراق وفلسطين، مشيرا الى أن الرئيس السوري استعرض خلال المباحثات الجهود التي تبذلها سورية لاحكام السيطرة على الحدود مع العراق والحفاظ على وحدته. وقال عبد الفتاح ان الرئيس الاسد أبلغ الرئيس أن سورية حريصة على عدم اثارة قلاقل في العراق. وأضاف أن الرئيس السوري قال لمبارك ان «من مصلحة سورية أن يكون العراق موحدا ومستقرا أمنيا وسياسيا وعرقيا». كما أكد على أهمية التعاون مع العراق لتهيئة الظروف لتحقيق الانسحاب الكامل للقوات الاجنبية من أراضيه. وتابع أن الاسد أكد أيضا على «دعم سورية للجهود التي تقوم بها الحكومة العراقية تمهيدا للانتخابات المقرر اجراؤها أوائل العام المقبل». واشار المتحدث الرسمي الى التقاء في وجهات النظر بين الرئيسين حول المسألة الفلسطينية، مضيفا انهما اكدا على وجوب دعم الجهود العربية من اجل توحيد الصفوف الفلسطينية واعادة الاستقرار على الجبهة الفلسطينية الداخلية، كمقدمة لاستئناف عملية السلام.

وشدد الرجلان على ضرورة تطبيق قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في شأن الجدار الفاصل في الضفة الغربية القاضي بتفكيك الجزء الاكبر منه. وقد اعلنت اسرائيل بعد صدور القرار بغالبية ساحقة نيتها المضي في بناء الجدار. وعاد الرئيس السوري الى بلاده بعد الزيارة الخاطفة. وتأتي زيارة الاسد عشية محادثات سيجريها وزير الخارجية الاميركي كولن باول مع المسؤولين المصريين في القاهرة اليوم وبعد ثلاثة ايام على زيارة قام بها رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الى دمشق. وحول لقاء مبارك ووزير خارجية اسبانيا قال المتحدث ان المباحثات تأتي في اطار الاعداد لزيارة رئيس وزراء اسبانيا ثباتيروا الى المنطقة والتي يرغب في بدايتها زيارة مصر في الربع الأخير من العام الحالي، وان الرئيس مبارك رحب بهذه الزيارة التي سيجري الاتفاق على موعد القيام بها.

وأعرب المتحدث عن ترحيب الرئيس مبارك بالتوجه الاسباني الجديد نحو المزيد من التحرك الجماعي في الاطار الاوروبي وتفعيل المحاور الأوروبية المختلفة والمواقف التي تتخذ لدعم القضايا العربية خاصة العراق وفلسطين. وقال ان المباحثات تناولت ايضا تفعيل اعلان برشلونة بمناسبة مرور عشر سنوات على اطلاقه العام المقبل، والمبادرات الجديدة التي يجري بحثها لتعميق العلاقات الاقتصادية والبعد المتوسطي في اعلان برشلونة.

واضاف المتحدث ان الوزير الاسباني اكد انه رغم سحب اسبانيا قواتها من العراق الا أنها ستواصل دعم جهود اعادة الاستقرار في العراق ومساعدة الشعب العراقي على تحقيق وحدته الاقليمية، وانها ستستمر في بذل هذه الجهود في اطار التوجه الاوروبي تجاه العراق.

كما تناولت المباحثات الاتصالات المصرية والاسبانية الجارية مع الجانب الفلسطيني وعناصره المختلفة لتوحيد الصف الفلسطيني كمدخل لتمكين السلطة الفلسطينية من تنفيذ التزاماتها تجاه خريطة الطريق ووقف الاعتداءات الاسرائيلية. وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اكد امس استعداد مصر للوفاء بالالتزامات التي قدمتها لمساعدة الشعب العراقي في التغلب على اوضاعه الصعبة. واكد ابو الغيط ان «للحكومة المصرية التزامات تجاه الشعب العراقي لتحقيق الاستقرار في البلاد ومساعدته على تجاوز الوضع الصعب الذي يعيشه». وشدد أبو الغيط على أن «العملية السياسية في العراق ينبغي ان تمضي الى الامام حتى يمكن التحرك نحو التاريخ المستهدف وهو يناير (كانون الثاني) 2005 عندما نرى حكومة عراقية». وكرر ان لا نية لبلاده بارسال عسكريين الى العراق.