محمد ممدوح قطب لـ «الشرق الاوسط» : قلت للخاطفين نحن نعمل من أجل خدمة العراق والعراقيين

TT

ما أن أعلنت دقات الساعة العاشرة والنصف في بغداد، مساء أول من أمس، حتى اعلنت السفارة المصرية عن اطلاق سراح المستشار محمد ممدوح قطب، بعد أربعة أيام من الاختطاف في مكان مجهول في بغداد.

وكانت «الشرق الأوسط» من بين أوائل المتلقين لخبر الاختطاف، إذ قال لنا احد مستشاري السفارة ان محمد ممدوح قطب كان قد اختطف ليلة الخميس الماضي اثر خروجه من بيته بعد صلاة العشاء، حيث داهمته مجموعة من المسلحين الذين اقتادوه الى مكان مجهول، وبقيت المساعي تتواصل من كل الجهات للإفراج عنه، وهو ما تم مساء اول من امس.

ولدى عودته الى السفارة قال المستشار قطب «الحمد لله أنا بصحة جيدة، ومعنوياتي مرتفعة جدا، وثقتي برؤسائي كبيرة لجهودهم المتميزة، وهي محل ثقة واعتزاز».

* ما هي ظروف وتفاصيل الاختطاف؟

ـ بعد صلاة العشاء يوم الخميس الماضي، أوقفتني سيارة وأنا أخرج من بيتي في منطقة الحارثية، واقتادني مسلحون الى مكان مجهول في احدى مناطق العاصمة بغداد. وبقيت معهم مدة أربعة أيام الى أن أطلقوا سراحي يوم الاثنين الساعة العاشرة والنصف في احدى المناطق التي لم أعرف اسمها وتحديدها لأن المكان كان مظلما جدا.

* وهل كان هناك حوار بينك وبين المختطفين؟

ـ الخاطفون حاولوا ايصال رسالة للحكومة المصرية تعبر عن عدم رضاهم لتعاونها مع الحكومة العراقية، لأن هذا حسب ما أوردوه يصب في خانة الاحتلال، وقد نفينا ذلك بشدة، وأكدنا على اننا نساعد الشعب العراقي بعيدا عن اي مطالب سياسية، ونحن نعمل من اجل خدمة العراق والعراقيين.

* وما الاتجاه السياسي الذي كانوا يعبرون عنه من خلال حديثهم، وهل شاهدت أحدهم وجها لوجه؟

ـ كانت اتجاهاتهم دينية، ولكنني لم أر واحدا منهم، فقد كانوا ملثمين وفي الفترة التي يتم نزع لثامهم عن الوجوه يتم تعصيب عيني.

* وما هو وضعك العام صحيا وجسديا؟

ـ لم أنم منذ أربعة أيام سوى ساعتين فقط، ولكن الحمد لله على كل حال وسنبقى نخدم العراقيين دائما.

وحول سؤالنا عن بقائه في العراق أو المغادرة الى القاهرة، قال قطب، ان ذلك القرار يعود الى السلطات المصرية، وهي وحدها تقرر ذلك.

وأكد لنا المستشار كريم شرف ان الشعبين العراقي والمصري شعب واحد، وأن حفاظنا على المصالح الخاصة بالمصريين هو حفاظ على العراقيين ايضا، وان العمل جار دائما لخدمة الجميع. وشكر قطب الحكومتين المصرية والعراقية، وهيئات عراقية اخرى، كهيئة علماء المسلمين وشيوخ وعشائر العراق وسكان منطقة الحارثية التي يقيم فيها للجهود الكبيرة التي بذلوها من أجل الافراج عنه. وأكد قطب ان عملية الافراج تمت من دون أي مقابل، رغم ان بعض الجهات أبدت استعدادها لدفع مبالغ مالية للإفراج عنه.

ووصف قطب العلاقات المصرية ـ العراقية بالأزلية التي لا تتوقف امام امور تعترضها، مشيرا الى سعي مصر الدائم الى تطوير هذه العلاقة لما فيه مصلحة الشعبين. وقال ان الخاطفين لم يريدوا به شرا بل أعربوا عن تقديرهم للشعب المصري، واصفا الطريقة التي تمت معاملته بها بأنها طيبة.

وكان قطب قد قال في حديث لـ«رويترز» امس «في البداية هددوا بقتلي.. لكنهم بعد ذلك اعتذروا وفي النهاية اعطوني مسبحة وخنجرا كهدية».

وقال قطب ان خاطفيه أبلغوه انهم رفضوا عروضا كثيرة بدفع فدية للافراج عنه «لأنهم لم يقوموا بذلك من أجل المال». ووصف قطب عملية الاختطاف بأنها «كانت تجربة مثيرة.. فقط أتمنى الا تحدث مرة اخرى».

وطالبت المجموعة الخاطفة التي أطلقت على نفسها اسم «كتائب أسد الله» مصر بعدم تقديم مساعدات الى الحكومة العراقية في المجال الأمني.

ونقلت فضائية «الجزيرة» أمس عن أحد الخاطفين قوله انه «تقرر إطلاق سراح محمد ممدوح قطب نظرا لأنه يتمتع بوازع ديني وأخلاق مهذبة». وشدد على ان الخاطفين رفضوا تلقي أي مبالغ مالية مقابل اطلاق سراحه».

وما أن أكمل الدبلوماسي محمد ممدوح قطب حديثه حتى امتلأت أروقة السفارة المصرية صباح يوم أمس بالمهنئين من السفراء والدبلوماسيين العرب الموجودين في بغداد، وأعرب الكثير منهم عن فرحتهم الغامرة بإطلاق سراح الرهينة، مهنئين بسلامته من عملية الاختطاف.