وزير خارجية إسبانيا يدعو إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء لا يوجد فيه غالب أو مغلوب

TT

جدد وزير الشؤون الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس التأكيد على ان النزاع حول الصحراء يعرقل الاتحاد المغاربي ودعا الى ايجاد حل لهذه المشكلة لا يكون فيه غالب او مغلوب.

وعبر رئيس الدبلوماسية الاسبانية في مقال نشره بصحيفة «ابي ثي» الاسبانية قائلا: علينا ان نعي بان المشكلة المركزية التي تعيق مسلسل اتحاد المغرب العربي هو النزاع حول الصحراء الغربية واضاف موراتينوس: يجب علينا ايضا ان نعترف كما اظهرت ذلك ثلاثون سنة من التاريخ الحديث انه لا يمكن ان نفرض حلا لمشكل الصحراء يكون فيه غالب ومغلوب، مؤكدا انه لهذا السبب قررت الحكومة الاسبانية الجديدة الانتقال من سياسة الحياد السلبي الى الدبلوماسية النشيطة من اجل تشجيع الحوار بين جميع الاطراف والبلدان المعنية.

واشار رئيس الدبلوماسية الاسبانية، في هذا الصدد الى انه من المنتظر ان يسفر هذا الحوار بقيادة الامم المتحدة عن حل عادل ونهائي لهذا النزاع، معربا عن استعداد بلاده لتعميق العلاقات مع بلدان المغرب العربي بعيدا عن لعبة التحالفات الظرفية.

واضاف موراتينوس »اننا نأمل في ان نقيم مع هذه البلدان المجاورة علاقة مكثفة ومفيدة وقادرة على مواجهة التحديات التي نتقاسمها على الصعيد الدولي «مشيرا الى الارهاب وتنظيم تدفق المهاجرين وبناء فضاء لرفاهية مشتركة، مشيرا الى النشاط الدبلوماسي المكثف الذي تقوم به بلاده في المغرب العربي منذ تولي الاشتراكيين الحكم في اسبانيا في مارس (اذار) الماضي.

وقال ان هذا الفضاء من شأنه ان يستجيب للتطلعات المشروعة لسكان الضفتين خاصة الشباب من دون اغفال الاستفادة من تكاملنا الاقتصادي.

الى ذلك اعرب الفارو دي سوتو الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في قضية الصحراء عن امله في الشروع في اجراء مشاورات مع الاطراف قبل متم شهر اغسطس (اب) المقبل.

وافاد بيان لبعثة الامم المتحدة في الصحراء »مينورسو« ان دي سوتو اجرى مباحثات مطولة في واشنطن وباريس ومدريد حول قضية الصحراء في اطار مهمته الموسعة بعد استقالة جيمس بيكر، كما عقد اتصالا اوليا يوم 15 يوليو (تموز) مع وزير خارجية اسبانيا.

وكان مجلس الامن قد صادق يوم 29 ابريل (نيسان) الماضي على قرار يجدد فيه تأكيد دعمه لجهود الامين العام ومبعوثه الشخصي من اجل ايجاد حل سياسي مقبول من جميع الاطراف للنزاع حول الصحراء. وقرر المجلس بموجب نص القرار ذاته تمديد مهمة الـ (مينورسو) لستة اشهر اخرى اي الى غاية 30 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

وفي نفس السياق، تجري وزارة الخارجية الاسبانية ترتيبات لعقد لقاء في مخيمات تيندوف (جنوب الجزائر) للاتصال باعضاء جبهة البوليساريو. ومن المحتمل ان يسافر لهذه الغاية وزير الدولة الاسباني في التعاون لير باخين او برناردينو لبون، كاتب الدولة (وزير دولة) في الخارجية الذي سبق له ان زار معسكرات البوليساريو في تيندوف في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي.

وورد في بيان نشرته الخارجية الاسبانية القول، إنه للمرة الاولى منذ ربع قرن يسافر مسؤول اسباني مرتين الى (تيندوف) للاتصال بكل الاطراف المعنية، مما يدل على رغبة اسبانيا في ايجاد حل مقبول من تلك الاطراف لنزاع طال امده، وان تلك هي الوسيلة والضمانة الوحيدة للتوصل الى الحل حتى يتحول الصحراويون الموجودون في تيندوف من وضعية لاجئين الى مواطنين».