الرئاسة المصرية: قضية الخبير حمزة «جنائية» ولا علاقة لها بـ«الإرهاب»

TT

تواصلت ردود الافعال في مصر حول خبر القبض على المهندس الاستشاري المصري ممدوح حمزة في لندن من قبل شرطة سكوتلانديارد عقب وصوله الى العاصمة البريطانية لحضور حفل استقبال أقامته ملكة بريطانيا للشخصيات البارزة على المستوى الدولي. وأفاد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس حسني مبارك يتابع القضية. وقال السفير ماجد عبد الفتاح ان «القضية جنائية في المقام الأول». ونفى المتحدث أن تكون متعلقة بقانون الارهاب. واضاف تم القبض على الدكتور حمزة في قضية جنائية وهناك ادعاءات مقدمة من الجانب البريطاني»، مشيراً إلى أن مصر تبذل كافة جهودها من خلال سفارتها في لندن والتي وكلت محامين لحضور التحقيقات، حيث يجري النظر في القضية وفقاً للقانون البريطاني. وأكد المتحدث أن هذه القضية ليست قضية سياسية، مشيراً إلى أن الدكتور حمزة من الشخصيات المشهود لها بالكفاءة في مجال عمله ومن الشخصيات المرموقة في المجتمع المصري.

من ناحية أخرى، أعربت أميمة حاتم زوجة المهندس الاستشاري الدكتور ممدوح حمزة عن ارتياحها لتلقيها مكالمة هاتفية منه مساء اول من أمس بعد أن اضطرت للذهاب الى مقر سجن بركستون بلندن للاطمئنان عليه، بمساعدة اتحاد المصريين في المملكة المتحدة. وقالت ان زوجها توقف عن الاتصال هاتفيا بأسرته لمدة ستة أيام. وأضافت أن الدكتور حمزة طلب الاطمئنان على صحة نجليه محمد، 18 عاما، ومنى، 15 عاما.

وقالت أميمة، وهي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات صحافية أمس ان الدكتور حمزة أكد في محادثته الهاتفية معها براءته من الاتهامات الموجهة اليه، وأنه لا يدري من أين جاءت تلك الاتهامات ولكنه يثق في نزاهة وعدالة القضاء الذي يتعين أن يصل في النهاية الى انه لم يرتكب أية جريمة سواء في مصر أو بريطانيا. وأفادت مصادر برلمانية مصرية الى أن ملف الدكتور حمزة تحول الى ملف خلافي واسع النطاق بين الحكومة والبرلمان، وسط تأكيدات برلمانية بأنه أول اختبار حقيقي يواجه الحكومة الجديدة منذ توليها المسؤولية أول يوليو (تموز) الجاري. وفي الوقت الذي أعلن فيه النواب من المهندسين رفضهم لاحتجاز المهندس المصري من جانب سلطات الأمن البريطانية، أعلن نواب في صفوف المعارضة رفضهم لحالة الغموض التي تحيط بموقف المهندس المصري، وطالبوا الحكومة في طلبات احاطة بكشف جميع الملابسات والظروف وازاحة الغموض عن تفاصيل ما زالت طي الكتمان في هذه الأزمة، خاصة ان ملف د.حمزة أصبح ملفا يحتل قمة اهتمامات الرأي العام في مصر، بعد أن تكشف وجود طرف حكومي في القضية، واستيضاح الموقف في اطار من التعامل مع البرلمان بمبادئ الشفافية والافصاح.

يذكر ان الدكتور ممدوح حمزة من أشهر المهندسين الاستشاريين المصريين على مستوى العالم، حيث شارك في تصميم أساسات مكتبة الاسكندرية ووضع العديد من تصميمات المشروعات الهندسية في مصر ودول العالم الأخرى. ومن أبرزها مشروع مترو الانفاق وموانئ شرق التفريعة والعين السخنة في مصر وسد الموجب بالأردن ومبنى وزارة المالية بالجزائر وميناء العقبة الاردني وغيرها من المشروعات الضخمة. وكان الدكتور حمزة قد تبرع بمليون جنيه لوزارة التعليم العالي بمصر قبل سفره الى لندن بأيام تشجيعا لطلاب الثانوية العامة على دخول الكليات العلمية.

والتقى أعضاء من المجلس المصري للشؤون الخارجية ديريك بلامبلي السفير البريطاني في القاهرة للاستفسار عن حقيقة القبض على المهندس والخبير الاستشاري المصري الدكتور ممدوح حمزة في لندن. وقال السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس المجلس لـ«الشرق الاوسط» انه أبلغ السفير البريطاني قلق مجلس ادارة المجلس والأعضاء من الاتهامات التي وجهت للمهندس حمزة، مؤكدا له انه ربما يكون تشابه الاسماء هو الذي أدى الى ذلك.