لحود والمر يعتبران أن الانتخابات البلدية في لبنان عكست خيارات المواطنين وحددت الأحجام السياسية

TT

استعاد السجال السياسي الدائر في لبنان بين فريقي رئيس الجمهورية أميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري بعضاً من زخمه أمس، عقب هدوء استمر أياماً، وذلك عبر كلام لوزير الداخلية الياس المر القريب من رئيس الجمهورية رأى فيه ان الانتخابات البلدية التي جرت في مايو (ايار) الماضي «حددت الاحجام والاوزان وبددت التبجح والاوهام».

كلام المر هذا وافقه عليه ضمناً رئيس الجمهورية في كلمة وجهها الى مؤتمر البلديات المنعقد في بيروت، اذ اعتبر ان الانتخابات البلدية «عكست بأمانة خيارات المواطنين وتوجهاتهم».

وبدا واضحاً ان الكلام موجه الى الحريري الذي خسر في مسقط رأسه صيدا بعد تسجيل تراجع ملحوظ في نسبة المقترعين في انتخابات بلدية بيروت التي خاضها الحريري عبر لائحة توافقية، علماً أن احدى اللافتات التي رفعت عند مدخل قاعة المؤتمر جاء فيها ان «الانتخابات البلدية والاختيارية هي انتصار للرئيس واستراتيجيته».

وكان الرئيس لحود رعى أمس افتتاح المؤتمر الاول للمجالس البلدية والمحلية والقى كلمة دعا فيها البلديات والهيئات الاختيارية في لبنان الى «تحمل مسؤولياتها في انماء المدن والقرى اللبنانية وتطويرها، الامر الذي ينعكس ايجاباً على الحركة الانمائية في البلاد ويجسد تطلعات اللبنانيين وآمالهم في تعزيز دور الادارات المحلية التي انتخبوا ممثليها قبل شهرين في خطوة رسخت الديمقراطية وعكست بامانة خيارات المواطنين وتوجهاتهم». وفي كلمته، هنأ وزير الداخلية (صهر الرئيس لحود) المجالس البلدية بـ«الفوز ونيل ثقة الشعب في أرقى انتخابات ديمقراطية وحضارية» وقال: «هذه الانتخابات ترجمت إرادة الشعب ترجمة دقيقة وواضحة. وحددت الاحجام والاوزان وبددت التبجح والاوهام. لن تنفع محاولات البعض لتخطي نتائج هذه الانتخابات في عمق مدلولاتها. ولا يحق لأحد ان يفسر ارادة الشعب زوراً بعدما قال الشعب كلمته حسما في صناديق الاقتراع».

وانتقد المر بشدة «وضع اليد على أموال البلديات» غامزاً من قناة وزير المال فؤاد السنيورة القريب من الحريري. وقال: «اموال البلديات للبلديات. أين عائدات البلديات؟ اين اموال الصندوق البلدي المستقل؟ لن نسمح بوضع اليد على اموال البلديات، لن نسمح بصرف اموال البلديات من دون موافقة البلديات. اموال البلديات امانة لا يحق لأحد التصرف بها. وحدها المجالس البلدية صاحبة الحق في صرف هذه الاموال».

وخُصّ رئيس اتحاد بلديات صيدا ـ الزهراني، رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري بكلمة في المؤتمر رأى انها ادرجت من قبل وزير الداخلية «لما يعلمه من الاهمية التي يكنها فخامة الرئيس اميل لحود للجنوب ولبلديات ومدن وقرى الجنوب». واعتبر «ان الناس اكدت على ضرورة ايصال رموزها الى البلديات بكل ما يحملون من سياسة. وتوجهات، وانماء ومشاريع وتقدم».

إلى ذلك، تواصلت المواقف السياسية من خيار تمديد ولاية الرئيس لحود. وبرز أمس موقفان رافضان لتعديل الدستور لنائبين قريبين من الحريري. فالنائب نبيل دو فريج (عضو كتلة الحريري) نفى أن يكون الرئيس الحريري «يستغل صداقاته الدولية والعلاقات التي اقامها كرئيس حكومة في سبيل محاربة التمديد والتجديد». وأعلن معارضته لـ«تعديل الدستور لمصلحة شخص ولا ارى أن هذا الامر صحي وسليم للبلد. وأعلن النائب محمد الحجار القريب من الحريري وعضو «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب جنبلاط انه «ضد تعديل الدستور».