العاهل المغربي يجري اتصالين هاتفيين مع ملك إسبانيا ورئيس الوزراء ثاباتيرو

الرباط ومدريد تقرران إرسال وحدتين عسكريتين إلى هايتي

TT

اجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، امس، اتصالا هاتفيا مع عاهل اسبانيا الملك خوان كارلوس دي بوربون، كما اجرى اتصالا آخر مع خوسيه لويس ثاباتيرو، رئيس الوزراء الاسباني.

واستنادا الى ما تبثه وكالة الانباء المغربية التي وصفت الاتصال بالمحادثات، فان عاهلي البلدين وكذا رئيس الحكومة الاسبانية، جددوا اهتمام وإرادة البلدين الصديقين الجارين بتعزيز الحوار السياسي بينهما وتنسيق عملهما المتشاور بشأنه لخدمة السلام والامن سواء على الصعيد الدولي او الاقليمي. وفي هذا السياق، تقرر ان يرسل البلدان وحدتين عسكريتين في اطار بعثة الامم المتحدة، لضمان الاستقرار في هايتي ضمن مسعى مغربي اسباني منسق ومشترك. ويأتي القرار، ليعزز التعاون بين المغرب واسبانيا في المجال العسكري والذي تميز في المدة الاخيرة بتنظيم تظاهرات مشتركة.

وكان خوسيه بونو، وزير الدفاع الاسباني، زار المغرب في غضون الاسابيع الماضية، حاملا رسالة من الملك خوان كارلوس الى العاهل المغربي الذي استقبل بونو، في مدينة طنجة. ولم يكشف عن طبيعة الزيارة في حينها، ولا عما دار بين موفد العاهل الاسباني والملك محمد السادس. واعتبرت زيارة وزير الدفاع الاسباني، حدثا في حد ذاتها، اذ كان معروفا بمواقف انتقادية لمجمل السياسة المغربية وتشككه الاصلاحات الكبرى التي باشرها الملك محمد السادس منذ اعتلائه الحكم.

وفي نفس الوقت، اعتبر الملاحظون، زيارة المسؤول عن قطاع الدفاع في اسبانيا، تطورا في الحياة السياسية الاسبانية الداخلية ذاتها، اذ جرت العادة ان يكلف القصر الملكي موظفا من داخله، لنقل الرسائل او غيرها من المهام. ورأى الملاحظون في تلك المبادرة بداية اشراك للعاهل الاسباني في رسم السياسة الخارجية الإسبانية.

وكان رئيس الحكومة الاشتراكي الحالي، قد التزم اثناء الحملة الانتخابية التي قادت حزبه الى الحكم، باشراك العاهل الاسباني في تحديد توجهات السياسة الخارجية والاستفادة من ثقله المعنوي، باعتباره احسن سفير وممثل لاسبانيا في الخارج. ويبدو ان العاهل الاسباني، قدر هذه الالتفاتة حق قدرها، وليس مستغربا ان يباشر دوره الجديد من خلال ملف العلاقات الاسبانية ـ المغربية، حيث الصلات قوية على المستوى الانساني اولا، بين القصرين الملكيين والاسرتين المالكتين في اسبانيا والمغرب. يشار الى ان العاهل الاسباني، يعتزم زيارة المغرب في الخريف المقبل، وكانت الزيارة المرتقبة محور لقاءات ومشاورات بين المسؤولين في المغرب واسبانيا. ومن المؤكد ان العاهل الاسباني سيقوم بتلك الزيارة وهو مرتاح من وضعية العلاقات الثنائية بين بلده والمغرب.