يعلن اليوم في الرباط، عن تشكيل تكتل يضم ثلاثة أحزاب سياسية معارضة (يمين وسط) وهي الوطني الديمقراطي، والاصلاح والتنمية، ومبادرة المواطنة والتنمية. وستحمل اسم «التحالف الوطني» وسترتكز على ميثاق تأسيسي ينظم هياكل التحالف.
وقال عبد الله القادري، الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط»، ان هذا التحالف يعلن لاول مرة بشجاعة عن تكتله بعدما كان يضمر ذلك سرا، مشيرا إلى انه من المحتمل جدا انضمام حزب رابع اليه خلال شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، وهو حزب الانصاف والتجديد الذي يتزعمه محمد اشهبار.
واكد القادري أن التحالف له تصور ليبرالي في مجال التدبير السياسي والاقتصادي وسيدافع عن أصالة المغرب وتاريخه، نافيا ان يشكل قطبا محافظا متزمتا.
واعترف القادري بفشل تكتل الوفاق الذي كان يجمع بين حزبه وحزب الاتحاد الدستوري (يمين معارض) وحزب الحركة الشعبية، نظرا لانضمام هذا الاخير الى الحكومة بعدما اندمج في تكتل اتحاد الحركات الشعبية.
وأوضح القادري ان الأحزاب الثلاثة تتوخى من التكتل احداث ارضية مشتركة على أمل الاندماج الكلي لتجاوز عمليا ما سماه بـ«بلقنة الخريطة السياسية» وذلك بفعل تشتت الاحزاب وتفريخ بعضها عن بعض.
من جهته، نفى محمد بن حمو، رئيس حزب مبادرة المواطنة والتنمية، ان يكون هذا التكتل اليميني ناتج عن رد فعل اتجاه تكتل «اليسار الديمقراطي» او ضد تكتل «الحركات الشعبية» الذي وصفه بالتجمع البرلماني الذي يبحث عن هويته السياسية.
واعتبر بن حمو ان التكتل حصل نتيجة سلسلة من القرارات التنسيقية المشتركة بين عدة احزاب انطلقت من دعم قضية الوحدة الترابية للمغرب وانتهت بارسال بيانات واضحة لكوفي أنان، الأمين العام للامم المتحدة حول قضية الصحراء مرورا بزيارة السفارات الاجنبية في المغرب.
وبخصوص القيمة المضافة لهذا التكتل في المشهد السياسي المغربي، قال بن حمو ان «التحالف الوطني» ينظر بتفاؤل الى المستقبل بتأكيده صراحة انه يميني يؤمن بمبادئ الليبرالية الاجتماعية، ويدافع عن قيم المجتمع المترسخة ثقافيا مع الانفتاح التدريجي.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان التحالف الوطني سيسمح بوجود تيارات داخلية متعددة بداخله، وسينظـمه مجلس رئاسة مشكل من زعماء الاحزاب الثلاث برئاسة دورية لكل واحد منهم لمدة اربعة اشهر على مدار السنة، ومكتب سياسي موحد يضم 12 عضوا زائد 3 أعضاء من كل حزب مشكل للتحالف، ولجنة مركزية مشكلة من75 عضوا.
يذكر أن «الوطني الديمقراطي» انشق عن حزب التجمع الوطني للاحرار (وسط) عام 1981، وانشق «الاصلاح والتنمية» عن ذات الحزب عام 2001، بينما انشقت «مبادرة المواطنة والتنمية» عن الحركة الشعبية عام 2001 .