أبيل ألير نائب الرئيس السوداني الأسبق: أحداث دارفور سياسية وحلها بالحوار ووقف العدائيات

TT

دعا أبيل ألير السياسي الجنوبي المخضرم، نائب الرئيس السوداني الاسبق، جعفر نميري (1969ـ 1985)، اطراف النزاع السوداني في دارفور الى أخذ العبرة من تجربة 20 عاما من الحرب في الجنوب، لإيجاد حل للازمة التي لم يتعد عمرها 17 شهرا. ودعا الى اتباع اسلوب «الخطوة خطوة» الذي اتبع في مفاوضات الجنوب، والبدء بوقف «العدائيات» والحملات الاعلامية. وقال في حوار مع «الشرق الأوسط»: «عندما أردنا وقف الحرب في الجنوب وتحقيق السلام في مطلع السبعينات، تمت اتصالات سرية بين الحكومة والحركة المسلحة في الجنوب (حركة انانيا) لوقف العدائيات والحملات والاتهامات المتبادلة، وبدأت هذه الخطوة في سبتمبر (ايلول) 1971، وانتهت بتوقيع أول اتفاقية سلام عام 1972 دامت 10 أعوام». وقال الير الذي ترأس أول حكومة في جنوب السودان، ان الازمة في دارفور «سياسية في المقام الاول، وليست أمنية او عسكرية، وبالتالي فإن حلها لن يكون إلا عن طريق الحوار وبأسلوب الخطوة خطوة». ويطلق على ألير اسم «الحكيم» لدوره الكبير في مفاوضات السلام السودانية بنيفاشا بكينيا، وتطويقه الخلافات التي نشبت بين طرفي التفاوض (الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان).

وقال ألير ان «المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية، فشلت في أبوجا (1)، وأبوجا (2)، وفي أديس أبابا، وفي نيروبي، لغياب تهيئة الاجواء الضرورية لإنجاح المفاوضات، أي وقف العدائيات، والحملات الاعلامية التي تحدث احيانا خسائر اكبر من تلك التي تحدثها مدافع الحرب».

ونبه ألير الى ان نجاح وقف اطلاق النار في منطقة جبال النوبة عام 2002 جاء كنتاج لوقف العدائيات المتبادلة بين الحكومة والحركة، ومهد جيدا لإنجاح المفاوضات الثنائية. واضاف: «ان هذا النجاح في وقف العدائيات والحملات الاعلامية المتبادلة مهّد لمفاوضات ماشاكوس ونيفاشا بكينيا، حيث اتفقت الحكومة والحركة الشعبية على وقف اشكال التوتر كتمهيد للحوار ومفاوضات لوقف الحرب، وبعدها تم الوصول للاتفاق الاطاري في ماشاكوس 20 يوليو (تموز) عام 2002، ووقف اطلاق النار في نيفاشا ثم بروتوكولات تقسيم الثروة والسلطة ووضع العاصمة والمناطق المهمشة ووقع اتفاق السلام التمهيدي في مطلع يونيو (حزيران) الماضي بنيروبي».

واعتبر ألير ان «التهيئة لأي حوار وتفاوض بين الحكومة وحملة السلاح بدارفور تبدأ بوقف اطلاق النار والالتزام به لاعطاء الاولوية لتوصيل المعونات الانسانية لألوف اللاجئين في المعسكرات الداخلية والخارجية، لأنه من المهم إنقاذ الامهات والاطفال والعجزة».

ووصف ألير مشكلة غرب السودان بأنها سياسية بالدرجة الاولى، وتتعلق بممارسة السلطة والتقسيم العادل للثروة وتوفير الخدمات وممارسة الديمقراطية والتعددية والانتخابات الحرة، وقال «لم يعد من المقبول في عالم اليوم تعيين الحكام من المركز للاقاليم».

وركز ألير أيضا على ان نجاح المفاوضات بين الاطراف المعنية يجب ان يستند على خطة وبرنامج للوصول الى نتائج ايجابية، وأنه يفضل ان يكون الحل عبر الحوار والتفاوض الهادئ، وأن يكون سلميا وسودانيا. ودعا أيضا كافة الاطراف السودانية للتعامل مع قضية السلام بمفهوم الحوار والنهج السلمي لكافة مناطق السودان. ونبه الى ان ما تم التوصل اليه في نيفاشا يمكن ان يشكل المرجعية في الحل السياسي.

ولعب ابيل ألير دورا مهما بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية، خاصة فيما يتعلق بأزمة المناطق الثلاث والمناطق المهمشة، ووضع العاصمة، وتقريب وجهات النظر، وحال دون انهيار المفاوضات في اكثر من مرة.

وظل قريبا من المفاوضات في نيفاشا، حيث شكل مرجعية لوفدي الحكومة والحركة الشعبية، وكذلك بالنسبة للوسطاء والخبراء في المفاوضات.