زوجة كيري تثير جدلا بصراحتها الحادة وتحتد على أحد الصحافيين

TT

مع اقتراب موعد ترشيحه رسميا للرئاسة بدا جون كيري متمسكا بقوة ببرنامجه وتحدث حول القيم والخدمات والتفاؤل خلال جولته في مختلف الولايات. اما زوجته، فلم يبد عليها ما يشير الى ان لها ارتباط قوي بالسياسة بعد ان نشبت مشاجرة بينها وبين أحد الصحافيين الذين حضروا للتغطية الإعلامية، وطغى هذا الموضوع على احاديث الكثيرين في مؤتمر الحزب الديمقراطي. فقد تحدثت تريزا كيري بانفعال واضح مع مراسل لإحدى صحف بيتسبيرغ طالبة منه ان يكف عن الحديث عندما حاصرها بأسئلة حول اشارتها الى السمة «غير الاميركية» لبعض الخطب السياسية. وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه المشاركون في المؤتمر حول ما جرى، دافع البعض، مثل السيدة الاولى السابقة هيلاري كلينتون، عن تريزا كيري. رغم ذلك، فإن تريزا كيري اضفت جوا من الإثارة على حملة زوجها، وذلك من خلال صراحتها ولهجتها التي تنم عن رباطة جأش واضحة.

وبالرغم من ان تعليقات تريزا كيري جعلت بعض مساعدي زوجها يشعرون بالحرج، فإنه اعرب عن اعتزازه بصراحة زوجته ووضوح النهج الذي تتبعه في طرح القضايا والتعليق بشأنها، وقال معلقا في هذا الجانب خلال زيارة له يوم الاثنين الى مركز كينيدي لعلوم الفضاء: «اعتقد ان زوجتي تعبر عن ما في ذهنها بصراحة ووضوح». وقال كيري خلال حديث له الى محطة تلفزيون محلية في نورث كارولينا «ان أي شخص يشعر بشيء من الإحباط ازاء وسائل الإعلام من وقت لآخر... اعتقد إننا في حاجة الى تريزا كجزء من هذه الحملة».

ولعل جرأة تريزا كيري من السمات التي جعلتها تختلف عن النوع المألوف من زوجات السياسيين. وتتحدث تريزا، وهي اصلا من موزمبيق، عن نشأتها في ظل نظام دكتاتوري. وعلى الرغم من ان تريزا تظهر باستمرار الى جانب زوجها، فإنها تشعر ببعض الحرج عندما يحتضنها في الندوات السياسية واللقاءات العامة خلال حملته الانتخابية. وتشير تريزا باستمرار الى زوجها الراحل (تزوج جون كيري من تريزا عام 1995). وتتمتع تريزا كيري بحب جماهير الحزب الديمقراطي الذين يرفعون اصواتهم بالهتافات وصيحات الترحيب كلما اعتلت منصة للحديث. وقالت في مناسبة اقيمت لجمع تبرعات للحزب الديمقراطي في لوس انجليس الشهر الماضي، ان «النساء اللائي يتمتعن بمعرفة واسعة ولديهن رأيهن المستقل تجاه مختلف القضايا، يجب ان يعترف لهن بالذكاء والبراعة بدلا عن وصفهن بالعناد»، على حد تعبيرها. لكنها في بعض الأحيان لا تستطيع التعبير بدقة في سياق مدحها لزوجها، فقد علقت خلال ندوة سياسية في إطار حملة كيري في سيو سيتي بولاية أيوا: «انا شخصيا لا اعتقد هناك من هو مؤهل على نحو كاف كي يصبح رئيسا للولايات المتحدة.... إلا ان جون هو الاكثر قربا من الرئاسة».

وجاء حديث تريزا يوم الاحد الماضي بعد ان حثت ممثلي بنسلفانيا على إعادة النشاط الى مجال السياسة. وأضافت في نفس السياق: «نحن في حاجة الى صد بعض ممارسات وسمات العمل السياسية التي لا تنتمي الى اميركا او الى بنسلفانيا».

ولدى سؤال كولن ماكنيكل، مراسل صحيفة «بيتسبيرغ تريبيون ريفيو»، تريزا عن ما تقصده بـ«النشاط غير الاميركي» في سياق حديثها عن ممارسات وسمات العمل السياسي، ردت عليه بسؤال عن اسم الصحيفة التي يعمل مراسلا لها. وعندما ابلغها بأنه يعمل مراسلا لصحيفة «بيتسبيرغ تريبيون ريفيو»، ردت عليه معلقة: «الأمر بات مفهوما الآن. لقد قولتني شيئا لم أقله. من الافضل ان تكف عن الحديث».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز»