أميركا تتعرض لضغوط من 7 دول في مجلس الأمن لحذف كلمة «العقوبات» من مشروع قرارها ضد السودان

الخرطوم: هل يمكن للأميركيين نزع سلاح الميليشيات في العراق

TT

حثت سبع دول من مجموع 15 اعضاء في مجلس الامن الدولي، الولايات المتحدة على تخفيف التهديد بفرض عقوبات من الامم المتحدة على الحكومة السودانية اذا اخفقت في كبح ميليشيا متهمة بترويع السكان في منطقة دارفور. ولمح السفير الاميركي جون دانفورث الى ان واشنطن ربما تكون مستعدة لقبول حل وسط في الصيغة النهائية لمشروع القرار الذي قدمته في الامم المتحدة بشأن ازمة دارفور والذي تأمل في ان يتم التصويت عليه اليوم. ويهدد مشروع القرار الاميركي في صيغته الحالية بعقوبات غير محددة على الخرطوم في غضون 30 يوما اذا اخفقت في الوفاء بالتزاماتها لنزع سلاح الميليشيا العربية ومنح عمال الإغاثة حرية كاملة في الوصول الى المنطقة. لكن دبلوماسيين قالوا ان سبع دول اعضاء في مجلس الامن، هي باكستان والصين وروسيا والجزائر وانغولا والفلبين والبرازيل ابدت قلقا بشان التهديد بالعقوبات، وقالت انها غير مفيدة في الوقت الحالي وطالبت بحذف كلمة «عقوبات» من مشروع القرار الاميركي. ويحتاج المشروع الاميركي الى تسعة اصوات على الاقل لكي يحظى بموافقة المجلس.

وقال زانج ييشان نائب السفير الصيني، ان عددا من اعضاء المجلس بينهم الصين اقترحوا اثناء محادثات خلف ابواب مغلقة اول من امس اسقاط كلمة «العقوبات» من المشروع. واذا حدث هذا التغيير فان المشروع سيظل يعرب عن نية الملجس «دراسة اجراءات اخرى» اذا فشلت الخرطوم في الوفاء بالتزاماتها.

وسئل دانفورث عن هذا فقال للصحافيين «اعتقد انه سيتعين ان يكون واضحا لحكومة الخرطوم ان ما نعنيه باجراءات اخرى هو العقوبات». وينفي السودان انه يدعم الجنجويد ويتهم الغرب بالتدخل في شؤونه الداخلية. وقال الفاتح عروة سفير السودان لدى الامم المتحدة للصحافيين خارج قاعات المجلس «هل يمكن للاميركيين نزع سلاح الميليشيات في العراق». واضاف قائلا ان مساندة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لمشروع قرار صارم للامم المتحدة يرجع «لاعتبارات سياسية محلية» رافضا الحديث عن تدخل مسلح محتمل بتفويض من الامم المتحدة في السودان في حالة عدم التقيد بالقرار. وقال عروة «سيكون هذا كابوسا في دارفور.. أسوأ من العراق».

ومن المقرر ان تصاغ نسخة جديدة مع تعديلات طفيفة هي الرابعة في اقل من اسبوع، قبل عرضها للتصويت. وامتنع السفير الاميركي جون دانفورث ان يقول للصحافة ما اذا كان التلميح العلني الى التهديد بفرض عقوبات على الحكومة السودانية، الوارد في النص السابق، سيبقى في النسخة الجديدة.

من جهته، قال سفير الجزائر عبد الله بعالي ان سبعا من الدول الـ15 الاعضاء في المجلس تتحفظ حتى الآن على ادراج كلمة «عقوبات» في النص. واذا امتنعت البلدان السبعة عن التصويت، فان القرار الذي يحتاج الى تسعة اصوات لتبنيه، سيرفض. واكد الوفد الاميركي انه يأمل في التوصل الى اجماع حول قراره.

وبعث كوفي انان الامين العام للامم المتحدة برسائل الى زعماء 11 دولة اوروبية واسيوية وخليجية، يحثهم على تقديم المزيد من المعونات لدارفور التي تصفها المنظمة الدولية بانها تشهد اسوأ كارثة انسانية في العالم. وقال انان ان الحكومات ما زالت شحيحة حتى الآن في ارسال المعونات الى دارفور. وطلب نداء اغاثة صدر عن الامم المتحدة في مارس (اذار) الماضي معونات بقيمة 349 مليون دولار لارسالها الى المنطقة الواقعة في غرب السودان.

وقال مسؤولون بالامم المتحدة انه تم حتى الان الحصول على 158 مليون دولار، اي اقل من نصف المبلغ المطلوب وان 70 في المائة من هذا المبلغ جاء من اربعة مانحين فقط ، هم الولايات المتحدة وهولندا وبريطانيا والمفوضية الاوروبية.