شارون مداهنا شيراك: على دول العالم أن تتعلم من فرنسا كيفية محاربة اللاسامية

TT

تراجع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، عن تصريحاته منذ 10 أيام التي هاجم فيها فرنسا ودعا اليهود فيها الى الهجرة الى اسرائيل بسبب انتشار اللاسامية فيها.

وجاء هذا التراجع في مهرجان مضخم تم فيه استقبال 200 مهاجر يهودي جديد وصلوا من فرنسا، مساء اول من امس، وحضره شارون نفسه وعدد من وزرائه ومساعديه فضلا عن قادة الوكالة اليهودية وزعماء المستوطنين في المناطق المحتلة.

وحرص مكتب شارون على اثارة ضجة اعلامية كبرى حول هذه الهجرة. فدعا الصحافيين الفرنسيين والعالميين الى مطار اورلي في باريس قبل ساعتين من اقلاع الطائرة، ودعا كوكبة اخرى من الصحافيين الاسرائيليين والاجانب الى مطار اللد لاستقبالهم. ووسط هذه الزفة الاعلامية الكبرى، اطلق شارون تصريحاته. فقال: «الكفاح ضد اللاسامية منفصل تماما عن هجرة اليهود من فرنسا او غيرها الى اسرائيل. فعلى اليهود ان يهاجروا الى اسرائيل ليس هربا من الكراهية والاعتداءات وليس بسبب الخوف، بل لأن لهم وطنا اسمه اسرائيل». وأضاف: «نحن نقدر عاليا دور الحكومة الفرنسية وجهود الرئيس جاك شيراك شخصيا في مكافحة اللاسامية. ونتمنى ان تتعلم دول العالم الاخرى من فرنسا كيف تكون هذه الحرب».

وكان شارون نفسه قد اعلن قبل 10 أيام فقط ضيقه من انفلات اللاسامية ضد يهود فرنسا ودعاهم الى الهجرة الى اسرائيل في اسرع وقت ممكن هربا من الاعتداءات. فأثار تصريحه موجة عارمة من الانتقادات في فرنسا. وجمد مكتب الرئاسة الفرنسية الاستعدادات التي كانت قد بدأت من اجل زيارة شارون الى فرنسا في الخريف المقبل. واعتذر شارون امام الفرنسيين ووعدهم بالاعتذار علنا. وأعلن مقر الرئاسة في باريس عن قبول الاعتذار بعد خمسة ايام، واغلاق هذا الملف. وبر شارون بوعده وألقى تصريحه المذكور. ولكن هذا لم يمنع المهاجرين اليهود انفسهم من القول انهم يهاجرون الى اسرائيل، هربا من الاعتداءات المتكررة على اليهود وعلى المؤسسات الدينية اليهودية في فرنسا. وقال مسؤول دائرة الهجرة في الوكالة اليهودية، مايك روزنبرغ، صراحة ان يهود فرنسا لا يعيشون بارتياح في فرنسا، حيث تتنامى فيها الأسلمة (انتشار الاسلام والمسلمين) وتكثر الاعتداءات والكراهية «لدرجة ان العائلة اليهودية لم تعد تستطيع السماح لأطفالها بالخروج الى ساحة الحي للعب»، كما ادعى.

يذكر ان هناك 3000 يهودي فرنسي يخططون للهجرة الى اسرائيل هذه السنة، بزيادة 26% عن الفترة نفسها من السنة الماضية.