المشاركون في المنتدى الاجتماعي المغربي يطالبون الدولة بتحمل مسؤولياتها لحماية حقوق المواطنين وحرياتهم

TT

دعا المشاركون في أشغال المنتدى الاجتماعي المغربي الثاني بالرباط الذي انهى اعماله امس الى ضرورة تكثيف العمل الاجتماعي، وإنشاء قنوات مفتوحة بين مختلف المنظمات والمؤسسات الجمعوية في العالم العربي، وطالبوا الدول العربية بتحمل مسؤولياتها لحماية حقوق وحريات المواطنين وإرساء قواعد العدالة الاجتماعية.

ودعا المنتدى الذي استمر 3 ايام وعقد تحت شعار «إن مغربا آخر ممكن، إن عالما آخر ممكن.. فلنساهم جميعا من أجل بنائهما»، إلى رفض مشروع الشرق الأوسط الكبير لأنه كما قال «الوجه السياسي للاحتلال السياسي والعسكري الأميركي لأفغانستان والعراق ومنطقة الشرق الأوسط بكاملها». وأشار المشاركون في هذا المنتدى، والذين تجاوز عددهم 1500 ناشط يمثلون مختلف النقابات والجمعيات ومراكز الدراسات والمنظمات غير الحكومية المغربية والعربية والغربية الممثلة لكل من: فلسطين والعراق والسودان والنيجر واليمن والبحرين ولبنان والأردن والجزائر ومصر وايطاليا والشيلي واسبانيا وكندا وفرنسا، إلى أن على المجتمع المدني والحركات الإجتماعية أن تقوم بمواجهة ومناهضة العولمة الليبرالية التي أثرت بشكل سلبي على مجال الشغل، وأدت الى تصعيد موجة التسريحات وتراجع الخدمات الاجتماعية وانسحاب الدولة شبه التام في القيام بوظيفتها لضمان حقوق المواطنين والمواطنات من تشغيل وتطبيب وتعليم. كما عبروا عن مساندتهم للجنة التحضيرية العربية الشاملة التي تضم نقابيين وحقوقيين ومثقفين ومفكرين وجمعويين، والتي إذا كتب لها الظهور فإنها ستكون ـ برأيهم ـ بديلا لجامعة الدول العربية التي لم تستطع مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط.

ومن خلال مجموعة من ورشات العمل، التي عرفت اقبالا من الشباب المغربي والناشطين الجمعويين، والتي اشرف عليها مجموعة من الناشطين العالميين أمثال المناضل التشيلي غيستافو مران، عضو المنتدى الاجتماعي العالمي، والناشط الفلسطيني مصطفى البرغوتي، وعزت عبد الهادي من مركز بيسان للأبحاث والتنمية بفلسطين، وآخرين، تم التطرق الى العديد من المواضيع مثل الهجرة والتطرف الديني والعدالة الاجتماعية والمسألة الثقافية والبيئة والتنمية المستدامة والديمقراطية والحريات العامة وحقوق النساء والحروب وسباق التسلح والعولمة (النيو ليبرالية) والتنمية البشرية، وكلها موضوعات تقاطعت فيها وجهات نظر المتدخلين، التي دعت الى إيجاد الحلول بأسرع ما يمكن للعديد من المشاكل المشتركة التي لا يمكن أن تقف حجرة عثرة أمام تقدم عمل الفاعلين الجمعويين، كما قال خالد السفياني ممثل مجموعة الدعم المغربية لمساندة العراق وفلسـطين، لأن »ثقافة الهزيمة« والسلبية التي تحاول أميركا زرعها في الجسم العربي هي أخطر سلاح «يجب علينا الآن مقاومته وزرع ثقافة المقاومة في أبنائنا وأنفسنا»، كما يجب أن «نقتنع أن أميركا ليست قدرا، وكذلك الكيان الصهيوني، وأن القدر هو قدرنا نحن إذا استطعنا التحرك بشكل منظم».

وخلق المشاركون في هذا المنتدى الاجتماعي، الذي يعتبر امتدادا للمنتدى الاجتماعي العالمي، فضاء للتبادل بين الحركات الاجتماعية المغربية والعربية والغربية حول التنمية ومسألة الديمقراطية، كما قدموا اقتراحات بديلة للعولمة النيوليبرالية المعادية لحقوق الشعوب والانسان عبر العالم. وبفضل غنى وتنوع مكونات المجتمع المدني بالمغرب والجهود التي يبذلها ناشطوه في مختلف المجالات فقد تم ترشيحه لتنظيم المنتدى الاجتماعي العالمي الثاني لعام .2006