المال عقبة كأداء في طريق جون كيري إلى الرئاسة

TT

تقرر، اذن، ترشيح جون كيري رسميا في مؤتمر الحزب الديمقراطي الاميركي لخوض انتخابات الرئاسة المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في مواجهة الرئيس الحالي جورج بوش. ويعتقد مراقبون ان الرجل خرج من المؤتمر اكثر تصميما وثقة في منازلة بوش خصوصا ان بعض نتائج الاستطلاعات التي اجريت في الآونة الاخيرة اشارت الى احتمال تغلبه على منافسه الذي يسيطر على مقاليد الامور في البيت الابيض حاليا. ويقول مستشارون للرئيس بوش انه بدأ حملته صباح اليوم التالي لقبول كيري ترشيح الحزب الديمقراطي له رسميا لخوض معركة الرئاسة على ان تتواصل حملته بعد ذلك بهدف تقليل أثر الزخم الذي افرزه مؤتمر الحزب الديمقراطي وآثاره الايجابية على معنويات كيري وثقته بنفسه. وبقبول كيري ترشيح الحزب الديمقراطي له رسميا مساء امس يصبح خاضعا لقواعد النظام المالي الخاص بالحملات الانتخابية. وبموجب هذا النظام سيمنع من جمع التبرعات لكنه سيمنح مبلغ 75 مليون دولار لإنفاقها على حملته في الفترة المتبقية الى يوم الانتخابات. اما الرئيس بوش، فلا يزال بوسعه جمع التبرعات لفترة خمسة اسابيع اخرى الى حين قبوله رسميا ترشيح الحزب الجمهوري له لمنازله كيري. والمرجح ان تكون ميزانية بوش للانتخابات اكبر حجما من ميزانية كيري بحوالي 40 مليون دولار. وكان المساعدون الماليون لكيري قد وجهوا دعوة اول من امس الى المئات من العاملين في جميع التبرعات لدعم حملة الحزب الديمقراطية بغرض التفاكر حول السبل اللازمة للتعامل مع الفارق الكبير في ميزانيتي الحملتيتن. وعلى الرغم من الزخم وأجواء الثقة التي افرزها نجاح مؤتمر الحزب الديمقراطي ونتائج بعض الاستطلاعات التي جاءت في مصلحته، فإن قيادة الحزب الديمقراطي تعلم ان ثمة استطلاعات اخرى تشير الى ان الاميركيين يشعرون بثقة اكبر في جورج بوش في ما يتعلق باتخاذ القرارات الصحيحة لحماية البلاد. ويعتقد مراقبون ان حديث كيري امس وتأكيده قبول ترشيح حزبه له في انتخابات الرئاسة المرتقبة كان بمثابة فرصة حاسمة له لعرض نفسه وآرائه لناخبين لا يعرفونه جيدا. ويرى مراقبون آخرون ان من سوء حظ كيري انه تحدث في المؤتمر بعد مشاركة متحدثين بارعين يحسنون الخطابة وجذب الانتباه مثل الرئيس الاسبق بيل كلينتون والسياسي الأسود باراك اوباما. ويرى محللون ان نجاح مؤتمر الحزب الديمقراطي سيظهر من خلال نتائج الاستطلاعات المقبلة. لكنهم يعتقدون ايضا ان حملة كيري ستتأثر سلبا بعوامل اخرى من ضمنها تقليص وسائل الإعلام فترات التغطية خلال الفترة التي قرر فيها كيري اختيار جون ادواردز لخوض الانتخابات نائبا له قبل اسبوعين من موقع انعقاد المؤتمر. وفي ما يتعلق بالمسائل المالية، التقى المستشارون الماليون لحملة كيري، بمن في ذلك شقيقه كاميرون، بالعاملين في مجال جمع التبرعات والمساهمات للحملة وتحدثوا معهم لزيادة جمع المساهمات بغرض تمويل اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي. واقترحوا ايضا على العاملين في جمع التبرعات تمويل صندوق خاص يستخدم في مقابلة النفقات المحاسبية والقانونية. إلا ان موقف كيري في هذا الجانب ليس سيئا بأي حال كما هو واضح في أجواء الثقة السائدة وسط الديمقراطيين خلال المؤتمر. بل ان عددا من نتائج استطلاعات اشار بوضوح الى مواجهة بوش مشكلة في جانبين مهمين هما أدائه كرئيس بالاضافة الى عدد الاميركيين الذين يعتقدون ان الولايات المتحدة تسير في وجهة خاطئة تحت ظل رئاسته. ويرى مراقبون ان نجاح مؤتمر الديمقراطيين سيكون له اثر ايجابي على موقف كيري بصورة عامة.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»