سياسي بريطاني رفيع يحث لندن على إرسال قوات إلى السودان ومصر ترفض مبدأ التدخل

TT

دعا سياسي بريطاني بارز الى تدخل بلاده عسكرياً في السودان «خلال ايام»، وذلك بغرض وضع حد لازمة دارفور. وقال جون بيركو، وهو وزير التنمية الدولية في حكومة الظل المحافظة، إن حكومة الخرطوم تسعى الى تمرير الوقت وليست جادة في مساعيها المفترضة لتجريد الجنجويد من السلاح. ورأى ضرورة ان يفي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بتعهدات قطعها على نفسه بعدم السكوت على مجزرة شبيهة بتلك التي شهدتها رواندا قبل عشر سنوات. وطالب بيركو، الذي كان يتحدث في مقابلة أجرتها معه امس «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي)، بتدخل عسكري لحل الازمة. وقال النائب المحافظ الذي زار الخرطوم ودارفور قبل نحو شهر، يجب ارسال قوات بريطانية واجنبية «في غضون ايام إذا لم يتوفر دليل واضح على تحسن الاوضاع» في دارفور. واضاف «إذا لم يكن هناك دليل على تغير حقيقي، فإن العمل (العسكري) الدولي باسم الانسانية ضروري في اعتقادي». واعتبر السياسي المعارض ان الحكومة السودانية لاتزال تماطل لانها غير راغبة بالتخلي عن الجنجويد. وقال إن مسؤولين التقاهم في الخرطوم خلال زيارته الاخيرة، كانوا حريصين على انكار اي علاقة لحكومتهم بما يجري في دارفور. واضاف إن «كل الادلة تشير الى ان الحكومة السودانية تستجيب فقط للضغط، والضغط ومزيد من الضغط». ولفت الى انها تطلب 90 يوماً كمهلة لنزع اسلحة الجنجويد بدلاً من الـ30 يوماً التي قررت الامم المتحدة أنها كافية للقيام بهذا العمل. ولدى سؤاله لماذا صمت لاكثر من سنة هو وغيره من السياسيين البريطانيين على ازمة دارفور التي بدأت قبل عام ونصف العام تقريباً، اعتبر السياسي المحافظ أن التأخر بالانتباه الى ما يجري لا يبرر الاستمرار بتجاهل الازمة. واخذ وزير التنمية الدولية في حكومة الظل على بلير عدم وفائه بالتزاماته التي اعلن عنها قبل ثلاث سنوات، مؤكداً انه «في حال وجود تهديد بتكرار (مجزرة) رواندا، فإنه سيكون لبريطانيا واجباً اخلاقياً بالقيام بعمل (عسكري)». واضاف بيركو إن هناك تكرارا لاحداث رواندا وبريطانيا تتحمل واجباً اخلاقياً يفرض عليها التدخل، بيد ان «القليل قد تم حتى الآن، واتخذ في وقت متأخر للغاية». ورأى ان قرار المنظمة الدولية كان مثالاً للقرارات المترددة التي تتجنب الوضوح والحسم.

وفي اشارة ضمنية منه الى تداعيات ازمة دارفور أكد وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط رفض بلاده الشديد لمبدأ التدخل في شؤون الدول والمجتمعات تحت أي ظرف أو مسمى خاصة من جانب دول كبرى تجاه دول اصغر. وكان أبو الغيط يتحدث أمام كوادر اعلامية مصرية في لقاء نظمته هيئة الاستعلامات المصرية، لافتا إلى ان مصر طالما عبرت عن وجهة نظرها تلك على مدى السنوات الاخيرة في اطار تجمعات اقليمية مهمة مثل الجامعة العربية وحركة عدم الانحياز اضافة الى منظمة المؤتمر الاسلامي بهدف التصدي لبعض هذه الظواهر التي قال انها تظهر من آن لآخر في محاولة لفرض منظومة أجنبية وقيم غير عربية على المجتمعات في المنطقة خاصة شعوبها العربية. وجدد رفض مصر التام لاستغلال اي نص من جانب قوى كبرى ـ بدعوى التدخل الانساني ـ في شؤون دول صغرى محذرا من تداعيات ذلك على الامن والاستقرار في المنطقة كما حذر من تشريع استخدام القوة المسلحة لتحقيق هذا الهدف مؤكدا ان الدبلوماسية المصرية كان لها موقف محدد واضح من مفهوم التدخل الانساني وظهور هذا المفهوم بالامم المتحدة وهو ما اعتبره بمثابة تجاوز لحدود واستغلال الدولة المستهدفة وسيادتها على اراضيها.

وفي امستردام أعلنت هولندا امس انها ستمول مهمة لنقل 360 جنديا من دول الاتحاد الافريقي الى منطقة دارفور في غرب السودان هذا الشهر لحماية المراقبين الذين يشرفون على وقف اطلاق النار بين المتمردين وحكومة السودان. وقالت وزارة الخارجية الهولندية ان وزيرة التنمية الهولندية اجنس فان اردين وافقت على طلب من الاتحاد الافريقي لتحمل تكلفة نقل وحدة من الجنود الروانديين والنيجيريين الى دارفور.