مصدر إيراني لـ«الشرق الاوسط» : فوجئنا في محادثات باريس بتأييد الأوروبيين مطالبة واشنطن بإحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن

معلومات تتحدث عن احتمال إنتاج أول قنبلة نووية في أقل من عامين

TT

كشف مصدر إيراني قريب من الوفد الايراني المفاوض في المباحثات السرية بين ايران وممثلي الدول الاوروبية الثلاث المعنية بالملف النووي الايراني (بريطانيا وفرنسا والمانيا) في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، عن اسباب فشل هذه المحادثات التي جرت الخميس الماضي بباريس والمطالب الاوروبية التي لم تجد قبولاً لدى الجانب الايراني. واشار المصدر الى ان حسين موسويان السفير الايراني السابق لدى المانيا ومسؤول لجنة الامن في المجلس الاعلى للامن القومي الذي يتولى منذ حوالي ستة اشهر مسؤولية التفاوض مع الاطراف الدولية المعنية بالملف النووي الايراني، فوجئ بالخطاب الاوروبي الجديد الذي لم يكن مختلفاً عن الخطاب الاميركي بحيث لم يكن هناك مجال لتكرار ما سبق ان حصل خلال زيارة وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا لطيران في العام الماضي، بحيث استطاع الجانب الايراني، بعد قطع وعود بانهاء برنامج تخصيب اليورانيوم، كسب الاوروبيين وإفشال المخطط الاميركي بنقل ملف ايران النووي الى مجلس الامن تمهيداً لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على ايران. وعلمت «الشرق الأوسط» بان خطوة الحرس الثوري بكسر الاقفال التي وضعها مفتشو الوكالة العالمية للطاقة على ابواب عدد من المنشآت النووية الايرانية لا سيما مجمع تخصيب اليورانيوم في ساغند، اثارت ادانة صريحة من قبل المفاوضين الاوروبيين خلال محادثات الخميس الماضي. واكد المفاوضون الاوروبيون لمحدثيهم الايرانيين ان مسألة طرح الملف النووي الايراني بمجلس الامن لم تعد نقطة خلاف بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بحيث يتفق الجانبان حيال عدم مصداقية الطرف الايراني ومحاولاته شراء الوقت والتلاعب بالوعود والتعهدات. وقد وجه الجانب الاوروبي خلال مفاوضات باريس، تحذيرات جدية الى النظام الايراني بأن المهلة التي حددها الاتحاد الاوروبي لعودة ايران الى التقيد بالتزاماتها، تقترب من نهايتها بسرعة، وما لم تتراجع ايران عن سياستها الراهنة فقد تصدر بحقها قرارات قد تكون اشد من قرارات مجلس الامن بحق نظام صدام حسين.

من جانب آخر فان فرار ما لا يقل عن اربعة من الخبراء والفنيين الايرانيين في مجال الطاقة الذرية الى الخارج، اثار قلقاً شديداً لدى القيادة الايرانية كون هؤلاء الخبراء والفنيين اعضاء في الفريق العلمي والفني المكلف بالابحاث النووية في مركز ابحاث واختبار سري اقيم تحت الارض بمقاطعة سمنان. وحسب قول الخبير النووي الايراني الدكتور شريفي فان المعلومات التي كشفها هؤلاء النازحون الى الخارج تعد عاملاً اساسياً في التغيير الجديد في الخطاب الاوروبي خلال المفاوضات الاخيرة بباريس.

واستناداً الى بعض المعلومات المتسربة عن برامج ايران في مجال انتاج السلاح الذري، فان عدداً من العلماء والخبراء العراقيين ممن عملوا في مشروع انتاج السلاح الذري في العراق، يعملون حاليا في منشآت ايران النووية السرية الى جانب علماء وخبراء من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وباكستان.

وخلافاً لتصورات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حول احتمال انتاج اول قنبلة ذرية ايرانية خلال خمس سنوات، فان ايران حققت تقدماً مثيراً في مجال تخصيب اليورانيوم بدرجات رفيعة جداً وفي انتاج المياه الثقيلة ومادة الـ«بولوتونيوم» مما يمكنها من انتاج قنبلتها الاولى في اقل من عامين. كما ان منظمة الصناعات الجوية الفضائية (ايران ارواسبيس) اختبرت مؤخراً نماذج من رؤوس قادرة على حمل المواد الكيماوية والجرثومية، وهي تجري الآن تجارب في مجال تطوير هذه الرؤوس لتمكينها من حمل القنابل الذرية، حسب قول الدكتور شريفي.