أكراد عراقيون: إرسال قوات عربية وإسلامية شأن من شؤون حكومة بغداد أما نحن فقادرون على حماية «حدودنا»

TT

فيما رحبت معظم الفعاليات السياسية والشعبية في أنحاء العراق بالمبادرة السعودية لإرسال قوات عربية وإسلامية الى العراق بديلا عن القوات الأميركية المحتلة وتحت غطاء الشرعية الدولية الممثلة بالامم المتحدة، يبدي الأكراد اهتماما اقل بالمسألة بالنظر الى انهم لم يخضعوا خلال الفترة السابقة الى الاحتلال الأميركي المباشر ولم يذوقوا بالتالي مرارة هذا الاحتلال والمشاكل التي ترتبت عنها في تعقيد الاوضاع الأمنية في بقية المدن والمناطق العراقية.

وبدا لـ«الشرق الأوسط» وهي تستطلع آراء عدد من مواطني الاقليم، ان الشارع الكردي يعتبر قضية ارسال تلك القوات او اية تطورات اخرى في هذا المجال شأنا من شؤون العراق الخاضع لسلطة الحكومة العراقية، واعتبروا وضعهم الخاص الذي يتمتعون به منذ اكثر من عقد في ظل حكومتهم الاقليمية حالة نموذجية ومريحة يسعون الى المحافظة عليه وعدم التفريط في ما تحقق لهم.

فيقول خالد جميل وهو مدير مركز (افيستا) الثقافي ذي التوجه القومي «نحن لا يهمنا أي قوات تدخل الى العراق وتحت اية مسميات، فهذا شأن العراقيين الاخرين، اما نحن فقادرون على حماية حدودنا الاقليمية من جبل حمرين (التي يعتبرها الاكراد حدود كردستان التاريخية من جهة الجنوب) الى زاخو، ولسنا بحاجة ابدا لقوات من خارج بلدنا لتأتي لحمايتنا، وبالتالي فنحن نرفض أي مساس بوضع اقليمنا المتحرر، واعتقد بان جلب قوات اضافية مهما كانت جنسيتها الى العراق سيساهم في تعقيد الاوضاع اكثر».

ورحب عامر جليل، وهو صاحب محل لبيع الاقراص الليزرية بالمبادرة السعودية، معتبرا ان من شأنها ان تخفف من الفلتان الأمني في عموم العراق. وقال «صحيح اننا لسنا معنيين بذلك باعتبار اقليمنا آمنا الى حد ما، لكن لا تنس ان لنا مصالح كثيرة مع اخواننا العراقيين في بقية انحاء البلد، وبالتالي اذا كانت الاوضاع الأمنية المستقرة هنالك فاننا نستطيع ان نذهب ونتاجر مع بغداد وغيرها، وبالتأكيد اوضاع السوق وعلاقاتنا التجارية ستعود الى ما كانت عليه في السنوات السابقة اذا ما تحسنت الظروف الأمنية في بغداد، لذا فانني ارحب بقدوم هذه القوات اذا كانت ستسهم في تحسين الاوضاع الأمنية بشرط ان تكون تحت قيادة عراقية وليس أميركية لان الأميركيين اثبتوا فشلهم في هذه الامور».

وتسأل المواطنة نشميل صابر (ربة بيت) «الشرق الأوسط» قائلة: هل تعتقدون ان مجيء القوات التي تقولون عنها يستفيد منه العراقيون؟ اذا كان الامر كذلك فنحن نرحب بهم. قلنا لها: نحن نريد ان نعرف رأيك انت في ذلك؟ ردت: انا لا اعرف شيئا في السياسة، فهذه الامور تقررها قيادتنا فاذا رضيت بذلك فنحن نوقع لها بعشرة اصابع».

كان علي اسماعيل (كهربائي تأسيسات) يحمل بعض الحاجيات في صندوق سيارته عندما فاجأناه بالسؤال فيما اذا كان يريد إحلال القوات العربية والإسلامية مكان القوات الأميركية، فقال: طبعا الإسلام افضل.. واذا كان العرب شعروا اخيرا بان عليهم مسؤوليات في العراق فاهلا بهم، لكنه استدرك قائلا: بالنسبة لنا الامر لا يختلف كثيرا فهذه الامور يقررها من يعيشون في بغداد وغيرها، ما لنا وما هم فيه.

ويقول سرتيب محمد (طالب اعدادي) «نحن لا نعاني من أي مشكلة هنا في كردستان فلماذا نقحم انفسنا قي شؤون الاخرين. انا لا رأي لي في موضوع يخص اخرين».

وينصحنا مراد طه بترك الأكراد وشأنهم لأنهم لا يهمهم اذا كانت القوات المحتلة أميركية او انجليزية او عربية، ويقول: نحن منصرفون الى الكسابة (التكسب) واوضاعنا هنا جيدة والحمد لله، اما ما تستفسر عنه فهذا شأن العرب في العراق، فليقرروا ما في مصلحتهم.

ويقول خالص نشأت، وهو مدرس في احدى الاعداديات: طبعا القوات الإسلامية والعربية افضل للعراق، على الاقل سوف يسحبون بذلك البساط من تحت أقدام من يدعون انفسهم بالمقاومة الذين يبررون افعالهم الاجرامية بقتل الابرياء بمقاومة المحتل. المحتل الأميركي لم يكن له وجود في كردستان ولكن رغم ذلك فقد نفذوا العديد من العمليات الارهابية هنا. من جهتنا نحن نرحب بقدوم القوات الإسلامية والعربية حتى لو دخلوا الى كردستان وان كان هناك الكثيرون ممن يفضلون القوات الأميركية ويعتبرونها صديقة لنا، ولكنهم نسوا ما فعلت أميركا بنا من مؤامرات وخيانات عديدة.

كان ديهات رمضان عائدا من السويد في زيارة الى كردستان وسألناه حول الموضوع فقال: لا هذا ولا ذاك، أفضل إرسال القوات من الدول الاسكندنافية، فانا عشت بينهم لاكثر من 15 سنة وهم ارحم من الأميركيين والبريطانيين الذين شاهدناهم كيف يعذبون العراقيين. يجب ان تكون القوات التي تدخل العراق من دول محايدة لا من الدول التي شاركت في الحرب وتدعي انها تحمي العراقيين.

ويقول ازاد صالح (موظف): نحن لا نريد الخوض في مشاكل الاخرين، يكفينا ان نحرص على ما حصلنا عليه من سقوط صدام من راحة البال والاطمئنان. كان هذا مطلبنا الوحيد في الحياة، اما ما بعد صدام فنحن الآن نعيش بسلام ولسنا خاضعين للاحتلال، من له مشكلة مع الاحتلال فليحلها بنفسه وليس هناك داع لنشغل نحن أنفسنا بمشاكل الاخرين.