لندن: مهندس اتصالات «القاعدة» المحتجز في باكستان يقود إلى اعتقال 13 شخصا في بريطانيا بموجب قانون مكافحة الإرهاب

إيقاف اثنين كانا في مرسيدس ذهبية اللون تحت تهديد السلاح وأنباء عن اعتقال مسؤول كبير في «القاعدة»

TT

بدأت الشرطة البريطانية امس باستجواب 12 شخصا بعد عملية مداهمات نفذتها في اطار قانون مكافحة الارهاب في لندن ومدن بريطانية اخرى، استنادا الى معلومات متعلقة «بالارهاب الدولي».

وقالت اسكوتلنديارد في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس ان «13 شخصا اعتقلوا بموجب قانون مكافحة الارهاب الصادر عام 2000 بعد ظهر ومساء اول من امس في اطار عملية تم الاعداد لها». لكن الشرطة افرجت عن احد المشتبهين من شمال لندن ظهر امس بدون ان توجه اليه الاتهام. واوضحت الشرطة ان «هؤلاء الرجال اعتقلوا بسبب شبهات حول مشاركتهم او اعدادهم او تحريضهم على القيام بأعمال ارهابية»، بدون ان تذكر اي تفاصيل اضافية.

وكانت بريطانيا قد قاومت في وقت سابق نداءات تطالبها بان تحذو حذو الولايات المتحدة بإعلان حالة تأهب أمني عالية بعد تحذيرات من ان نشطاء تنظيم «القاعدة» قد يوجهون ضربات، وهونت من المخاوف من تهديد أمني وشيك.

وفي باكستان، صرح مسؤول في الاستخبارات ان اجهزة الامن الباكستانية زودت السلطات البريطانية بمعلومات ادت الى اعتقال ناشط كبير مزعوم في «القاعدة» ببريطانيا.

وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان ذلك ادى الى اعتقال مسؤول كبير في القاعدة ببريطانيا»، واوضح ان اسمه ابو عيسى الهندي ولكنه لم يحدد جنسيته. واضاف «كان يسعى الى تحضير اعتداء في بريطانيا، وعملية اعتقاله تدل على ان المعلومات التي حصلنا عليها من المعتقلين من اعضاء القاعدة في باكستان تأتي بثمارها».

ولم يوضح المسؤول الباكستاني ما اذا كان الهندي هو بين المشتبه فيهم 12 الذين اعتقلتهم اجهزة الامن البريطانية اول من امس. الا ان مصادر مقربة من شرطة اسكوتلنديارد اشارت الى ان المخابرات البريطانية شاركت في العملية من خلال المعلومات التي قدمتها عن المشتبهين. وذكرت ان عملية المداهمات التي جرت اول من امس في بريطانيا على علاقة باعتقال محمد نعيم نور خان المكني «ابو طلحة» مهندس اتصالات «القاعدة» الذي قدم الكثير من المعلومات من خلال كومبيوتره الشخصي عن هجمات محتملة ضد اهداف في بريطانيا واميركا باستخدام شاحنات مفخخة.

وصرح مسؤول امني باكستاني كبير امس ان عملية واسعة النطاق للسلطات الباكستانية ضد خلايا للقاعدة جرت منذ الثاني عشر من يوليو (تموز) الماضي وسمحت باعتقال 18 مشبوها على الاقل بينهم خمسة اجانب.

وبين المعتقلين الـ18، التنزاني احمد خلفان غيلاني المشتبه بتورطه في الاعتداءين على سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا عام 1998 والباكستاني نعيم نور خان وهو خبير في المعلوماتية.

واشار المتحدث باسم شرطة اسكوتلنديارد في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» إلى ان المعتقلين الاثني عشر يمكن احتجازهم لمدة اسبوعين بموجب قوانين مكافحة الارهاب. وتتراوح اعمار المشتبه فيهم بين عشرين واربعين عاما. وقالت مصادر مقربة من الشرطة البريطانية ان المشتبهين محتجزون في مركز شرطة بادنغتون غرين وسط العاصمة لندن لاستجوابهم من قبل ضباط من قسم مكافحة الارهاب في شرطة لندن. وذكر تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) نقلا عن مصادر في الشرطة ان كل الموقوفين «من أصول آسيوية»، موضحا ان عددا قليلا منهم يحمل الجنسية البريطانية. واضافت ان حملة الاعتقالات التي جرت اول من امس «ليست على علاقة مباشرة» مع حملة الاعتقالات التي جرت في باكستان لتوقيف اشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة». وكانت العملية الباكستانية ادت الى تعزيز الاجراءات الأمنية في الولايات المتحدة.

وقالت الشرطة البريطانية ان الاعتقالات جرت في شمال غربي لندن وفي هيرتفوردشير وبيدفوردشير ولانكاشير، وهي مناطق في وسط وشمال غربي بريطانيا. واوضح البيان الذي صدر خلال عمليات المداهمة والاعتقال ان «الضباط ينفذون عددا من مذكرات المداهمة في بعض الاماكن السكنية»، مشيرا الى ان «المداهمات متواصلة وسوف تستمر ايضا بعض الوقت». واوضحت الشرطة ايضا ان «العملية التي جرت اول من امس تندرج في اطار عمليات البحث الدائمة والمكثفة التي تقوم بها الشرطة وأجهزة الأمن حول الارهاب الدولي». واوقف اثنان من المعتقلين الـ13 تحت تهديد السلاح في بلاكبيرن في لانكشير بينما كانا في سيارة مرسيدس ذهبية اللون، حسب ما ذكر تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية الذي عرض لقطات فيديو لعملية الاعتقال هذه. وقالت سيدة كانت في المكان عند اعتقالهما ان «عددا كبيرا من رجال الشرطة طوقوا سيارة مرسيدس في وسط الشارع وهم يوجهون اسلحتهم الى شاب داخلها».

وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد اعلنت الاحد ان بريطانيا ما تزال تحت تهديد «حقيقي وجدي» لوقوع اعتداء ارهابي، وذلك بعد اعلان واشنطن عن ازدياد التهديدات لشن تنظيم «القاعدة» اعتداءات في الولايات المتحدة.

الا ان وزارة الداخلية البريطانية اكدت انه ليس هناك تهديد محدد، موضحة انها «تبقي على مستوى عال للتأهب في بريطانيا».

وقالت صحف بريطانية ان المواد المضبوطة تكشف عن مخاطر تحيق باهداف لم تحدد في المملكة المتحدة. لكن حكومة توني بلير رفضت رفع حالة التأهب الأمني مثل واشنطن وأبقت على حالة التأهب الأمني عند مستواها القائم في اعقاب تقارير، مفادها ان «القاعدة» تستهدف مهاجمة مواقع غير محددة في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية «نحن في حالة تأهب أمني مرتفعة».

واضافت: «الحكومة لن تتردد ابدا في اصدار تحذير اذا كان هذا خير سبيل لحماية اي جماعة او مكان يواجه تهديدا محددا ومؤكدا».

وصرح مصدر أمني بريطاني بان مراجعة الموقف الأمني تحدث يوميا وانه لا توجد خطط لاتخاذ اجراءات خاصة. وقال المصدر«لم يحدث تغيير في حجم نشر القوات. لم نضع المئات من ضباط الشرطة في الشوارع. اذا شعرنا ان هناك حاجة الى نشر قوات اضافية سنفعل».

وقالت الشرطة ان عمليات التفتيش مستمرة، ومن المتوقع ان يستغرق اتمامها بعض الوقت». واضافت الشرطة ان العملية جزء من تحقيقات واسعة تجريها الشرطة وجهاز مكافحة التجسس في انشطة الارهاب الدولي المزعوم. وعلى الرغم من اعتقال شخصيات بارزة في بريطانيا في الاشهر القليلة الماضية، فانه لم توجه تهم تذكر، وأفرج عن معظم الذين اعتقلوا.

وكان وزير الإعلام الباكستاني، شيخ رشيد أحمد، قد قال الاثنين الماضي إن بلاده كشفت خططا لهجمات جديدة ضد الولايات المتحدة وبريطانيا، كانت على جهاز كومبيوتر صادرته السلطات، خلال توقيف قيادي من تنظيم «القاعدة» الشهر الماضي، مشتبه في ضلوعه في التفجيرات ضد سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998 .