تقرير إسرائيلي: عشرات المرافق الإستراتيجية مكشوفة للاختراق الأمني بما في ذلك المطار ومخازن السلاح

TT

كشف في اسرائيل، جزئيا امس، عن تقرير سري اعدته لجنة برلمانية يحذر بشكل مفزع من وجود عدد كبير من المرافق الاستراتيجية المكشوفة للاختراق الأمني والتي يستطيع الفدائيون الفلسطينيون، لو عرفوا وأرادوا، ان يقوموا بتفجيرها، على ما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة على حياة وأمن ألوف الأشخاص.

وقال رئيس اللجنة، وهو عضو الكنيست من حزب العمل المعارض والذي يحمل رتبة عميد في جيش الاحتياط، ان ما كشفته لجنته هو فضيحة امنية كبرى في اسرائيل لم يعرف لها مثيل منذ فضيحة حرب اكتوبر (تشرين الاول) سنة 1973 (حيث فوجئت اسرائيل بالحرب المصرية ـ السورية).

وكانت هذه اللجنة قد اقيمت في اعقاب تمكن فلسطينيَّين مسلحين من دخول ميناء اسدود في مارس (آذار) الماضي فجرا نفسيهما وتسببا في مقتل 10 اسرائيليين. وضمت اضافة الى افرام سنيه نائبين آخرين هما نجل رئيس الحكومة، عومري شارون (الليكود) واريه الداد (الاتحاد اليميني المتطرف). ومهمتها الفحص اذا ما كان بالامكان اختراق مرافق استراتيجية اخرى في اسرائيل، على طريقة اختراق ميناء اسدود، وتفجيره. علما بأن الفلسطينيين كانوا قد حاولوا تفجير مخزن وقود يقع بمحاذاة تل ابيب قبل حوالي السنتين، وباعجوبة لم يقع انفجار.

وقررت اللجنة، بداية، رصد عدد ونوعية المرافق الاستراتيجية في اسرائيل التي يمكن للتنظيمات الفلسطينية او غيرها (حزب الله والقاعدة) ان تخطط لتنفيذ عمليات تفجيرية فيها. فوجدوا ان هناك مئات المرافق، بدءا بمطار اللد الدولي الى الموانئ البحرية المدنية والعسكرية والمصانع الحساسة ومعسكرات الجيش ومخازن الاسلحة، فهناك، على سبيل المثال، 98 مصنعا يعتبرها القانون استراتيجية خطيرة اضافة الى المفاعل النووي في ديمونة. وقد وجد اعضاء اللجنة ان هناك 154 مصنعا آخر تنتج وتتعاطى بمواد كيماوية خطيرة، يجب ضمها الى قائمة المرافق الاستراتيجية.

وقام اعضاء اللجنة بزيارات مفاجئة الى تلك المرافق، بسيارة الجيب التابعة لعائلة شارون، من دون حراسة ومن دون مرافقين. فعادوا مذهولين من الاهمال الخطير الذي وجدوه. حيث بالامكان، بجهد بسيط، اختراق العشرات من تلك المرافق، بما في ذلك المطار الدولي وميناء حيفا ومخازن سلاح، فضلا عن المصانع الخطيرة. وقال سنيه انه ورفيقيه وجدوا خيمة نصبها عمال اجانب قرب سياج احد تلك المرافق، ممن يقيمون في اسرائيل بشكل غير قانوني. وفي مكان آخر وجدوا عمالا فلسطينيين كانوا قد تسللوا من الاراضي الفلسطينية واقاموا بشكل ثابت.

وأضاف رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست، يوفال شتانيس: «نحن نحرص على حراسة مصانع الاسلحة بشكل مشدد، بحيث لا يمكن لأحد أن يخترقها امنيا. وبالمقابل، عندما يحصل الجيش على تلك الاسلحة، بما في ذلك الاسلحة الحساسة، يخزنها باهمال بحيث تكون مكشوفة لكل من يريد».

وقال رئيس اللجنة سنيه: «يبدو واضحا اننا لم نتعلم من دروس الماضي. ونتعامل باستخفاف ازاء حياة الملايين من سكان اسرائيل. وعلينا استدراك الامر والعمل فورا على تصحيح الاخطاء. فهذه مرافق استراتيجية خطيرة. وهي اليوم هدف لكل ارهابي صغير او كبير في المنطقة. فاذا لم نتحرك كما يجب سندفع الثمن باهظا».