احتواء الأزمة الناشبة بين الأردن والسلطة الفلسطينية بسبب تصريحات الملك عبد الله بعد اتصالات مكـوكية

المعشر: المقصود من تصريحات الملك عبد الله دق ناقوس الخطر ومطالبة الفلسطينيين بالتحرك لإقامة دولة قابلة للحياة

TT

احتوت السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية بوادر أزمة دبلوماسية بينهما بعد تصريحات للعاهل الأردني أول من أمس انتقد فيها أداء القيادة الفلسطينية آخذا عليها غياب الرؤية الواضحة في ما يتعلق بالنزاع مع إسرائيل. وقال القائم بأعمال السفارة الفلسطينية في عمان عطا الله الخيري ان «الازمة انتهت» وان الجانبين تبادلا الاتصالات «المكوكية» جرى فيها شرح وتفسير الانتقادات التي جاءت على لسان الملك عبد الله الثاني. وعدّلت الحكومة الفلسطينية امس عن ارسال وفد رفيع المستوى الى عمان لتوضيح ما جاء في مقابلة العاهل الأردني مع فضائية العربية.

من جانبه دعا وزير الخارجية الأردني مروان المعشر الى عدم تحميل تصريحات الملك عبد الله الثاني أكثر مما تحتمل، وقال «لا توجد مشكلة مع السلطة الفلسطينية حول تصريحات الملك عبد الله». وأضاف «لقد أجريت اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع، وأبلغته أن تصريحات الملك عبد الله تدق ناقوس الخطر من غياب التحرك على الساحة الفلسطينية، وهو ما سيضعف فرص قيام الدولة الفلسطينية». وقال المعشر «كان المقصود من التصريحات دق ناقوس الخطر ومطالبة الفلسطينيين بالتحرك لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة». وأوضح ان تصريحات الملك عبد الله تشير الى ان إسرائيل عرضت قبل 3 سنوات إعادة 98% من الاراضي الفلسطينية في حين بدأ الحديث يدور الآن حول 40 ـ 50% من تلك الاراضي. وأكد ان العاهل الأردني كان يتحدث عن التراجع الإسرائيلي وليس عن قبول فلسطيني بذلك الطرح، مطالباً الجميع بتحمل مسؤوليته. ورفض المعشر الرد على بيان كتائب شهداء الأقصى حول الموضوع قائلاً «نحن نتعامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية ولا أحد غيرها، ونحرص على التنسيق الدائم معها، ولا نقوم بأي عمل من دون إطلاع الجانب الفلسطيني عليه».

وكان العاهل الأردني وجه انتقادات حادة الى القيادة الفلسطينية بسبب «قبولها ما لم تقبله سابقا» وطالبها باتخاذ قرارات «تقنع العالم بالتعامل معها كقيادة لها رؤية واضحة» وذلك في مقابلة مع قناة «العربية». وقال العاهل الأردني «نتمنى من القيادة الفلسطينية ان تحدد ما تريده بوضوح ولا تفاجئنا بين فترة وأخرى ببعض القرارات والقبول بما لم تقبله سابقا». وقد ندد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع بالانتقادات التي وجهها الملك عبد الله الثاني للقيادة الفلسطينية.

وقال المعشر ان الملك عبد الله الثاني «يريد ان يدق ناقوس الخطر لان هناك قلقا أردنيا واضحا من ان غياب التحرك على الساحة الفلسطينية يضعف من فرص قيام الدولة الفلسطينية، وهذا معناه بالنسبة للأردن حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن». واضاف «الملك يدق ناقوس الخطر من اجل المصلحة الفلسطينية ويقول حان الوقت لاتخاذ كل ما من شأنه تنفيذ خريطة الطريق والعودة الى النهاية المنطقية الوحيدة بالنسبة لنا وهي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية».

وردا على سؤال حول إشارة العاهل الأردني الى «تنازلات»، قال المعشر ان الملك «لم يكن يتحدث عن قبول فلسطيني بذلك بل تراجع إسرائيلي في الطرح» في المفاوضات بين الطرفين. وكان العاهل الأردني قال في المقابلة «من المؤسف ان نرى ما كان مرفوضا وما كان القبول به يعتبر خيانة أصبح مع الأسف بنظر بعض الناس انجازا عظيما». وتابع الملك «يجب ان يقول الفلسطينيون كيف نساعدهم وبماذا، في البداية كان الحديث عن عودة 98% من الأراضي المحتلة ثم أصبح الحديث عن عودة اقل من 50% من هذه الأرض، ولا ندري بعد سنة او سنتين عن اي نسبة سيكون الحديث». وقال «بالنسبة لموضوع اللاجئين، كان الحديث عن العودة او التعويض ثم أصبح عن عودة نسبة بسيطة منهم». من جهته، نفى قريع ان تكون القيادة الفلسطينية قدمت اي تنازل عن حقوقها، وقال «لا علم لي ان موقفنا تغير. موقفنا لم ولن يتغير، فنحن نطالب وما زلنا نطالب بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، بعاصمتها القدس الشريف، وهذا الموقف لم ولن يتغير أبدا».