مجلس المطارنة الموارنة يعتبر الكلمة الفصل في انتخاب رئيس الجمهورية «ليست للبنانيين»

TT

اعتبر مجلس المطارنة الموارنة في لبنان تسليم الكثيرين من اللبنانيين بأن كلمة الفصل في الانتخاب الرئاسي لا تعود الى اللبنانيين ورؤيتهم لهذا الامر على انه طبيعي إنما هو دليل على تضاؤل الشعور بالكرامة، منتقداً الملاحقات لبعض الشباب التي تقوم بها الاجهزة الامنية خلافاً للأصول القانونية، ومستنكراً بشدة استهداف الكنائس في العراق.

وكان المجلس قد عقد اجتماعه الشهري امس برئاسة البطريرك نصر الله صفير. وأصدر في ختامه بياناً استهله بالتطرق الى ما حدث في العراق من تفجيرات استهدفت كنائس مسيحية عدة في وقت واحد، حيث أعرب عن اسفه واستنكاره «لما يحدث في هذا البلد الشقيق من مجازر وفواجع».

وفي شأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان، لاحظ مجلس المطارنة في بيانه «ان هذا الاستحقاق يستأثر، على ما يبدو، باهتمام جميع اهل السياسة، فيما عامة الشعب ترزح تحت ثقل هموم معيشية يومية تئن تحت وطأتها وليس من يبادر الى المعالجة والمساعدة. وهي هموم قد اصبحت معروفة من انتفاء فرص عمل، الى رسوم باهظة وفساد مستشر في المؤسسات كالكهرباء والجوال، وهدر كأن لا حد له، وفوضى في الدوائر الرسمية، وديون لا يبدو انها تشغل بال المسؤولين ليبادروا الى وضع خطة لوفائها في وقت منظور. وقد اصبح معروفاً ان الانتخاب الرئاسي لا تعود كلمة الفصل فيه الى اللبنانيين الذين اصبح الكثيرون من بينهم يرون هذا الامر طبيعياً وليس فيه ما يثير العجب. وهذا دليل على تضاؤل الشعور بالكرامة وتغييب للارادة الوطنية».

وذكر المجلس انه «بالامس اقيمت حفلات تخريج عدة في الجامعات اللبنانية، نال فيها عدد لا يستهان به من الطلاب شهاداتهم العليا. وقد قامت احدى الصحف بتحقيق حول هذا الموضوع فتبين ان الطالب الجامعي يكلف حتى تخرجه ما يقدر بنحو مائة الف دولار. وبلغت كل الاكلاف في السنة الواحدة نحو المليار والنصف مليار دولار، لتكون النتيجة ان الاهلين يخسرون اولادهم الذين تبتلعهم الهجرة لانتفاء فرص عمل في لبنان».

وانتقد المجلس «ملاحقات بعض الشباب التي تقوم بها بعض الاجهزة الامنية، خلافاً للأصول القانونية». واعتبر انها «مسيئة اليهم والى لبنان الذي طالما جاء في تقارير الجهات الرسمية الدولية انه لا يحترم حقوق الانسان».

وعلى صعيد حركة المرشحين لرئاسة الجمهورية، واصل امس المرشح النائب مخايل الضاهر جولاته على القيادات السياسية والدينية، فزار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني. وقال رداً على سؤال حول رؤية بعض السياسيين ان طرح موضوع الاستحقاق الرئاسي سابق لأوانه، انه لا يوافق على ذلك «فهناك اقل من شهرين لهذا الاستحقاق. ففي 24 سبتمبر (ايلول) تبدأ مهلة انتخاب رئيس الجمهورية وبناء لدعوة من رئيس المجلس النيابي. ولذلك من الضروري جداً ان ينشط المرشحون ويعلنوا عن آرائهم، لكي يعلم الشعب من يجب عليه ان يؤازره او يطلب من نوابه ان ينتخبوه وذلك عبر البرامج او عبر التعبير عن الآراء التي يبديها المرشحون للرئاسة». واعلن انه يلتقي مع المرشح للرئاسة النائب بطرس حرب في الكثير من طروحاته. وقال: «هناك بعض القضايا التي يمكن التميز بها بين مرشح وآخر. وكل مرشح لديه برنامجه».

وسئل عن «كلمة السر»، فقال: «كل نائب لديه كلمة سر. والدستور يقول ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري. ولا يجوز ان ينتخب النائب الا بالاقتراع السري وفق ضميره وقناعته».

وكرر الضاهر تأكيده انه ضد تعديل الدستور، مؤكداً انه «لا يوجد أي أمر بيني وبين الرئيس لحود إلا كل صداقة ومودة ومحبة. وأنا مرشح، ومن موقع ديمقراطي. وقد تقبل فخامة الرئيس هذا الترشيح وقال لي: نحن اصدقاء وسنبقى».