الصحف الآيرلندية تكشف اسم الضحية «كريستوفر» كاملا وتنوه بأوضاع جاليتها في السعودية

TT

تصدّر خبر مقتل المواطن الإيرلندي ـ الذي لم تعلن هويته رسمياً ـ في العاصمة الرياض أمس الأول عناوين الأخبار في الصحف الآيرلندية المحلية التي اهتمت بشكل خاص بأوضاع جاليتها في المملكة العربية السعودية. وكان توني كريستوفر يعمل في شركة «روكي» للتجارة والمقاولات في الرياض إلا أن صحيفة «آيرش تايمز» الصادرة في العاصمة الآيرلندية دبلن كشفت عن اسم الضحية كاملاً وهو أنتوني كريستوفر هيغنز. وأوضحت الصحيفة أن هوية القاتل ودوافع القتل لا تزال مجهولة. إلا أنها لمحت لدور محتمل لتنظيم «القاعدة» في الاغتيال كما فعل عدد من الصحف الآيرلندية الأخرى مثل الـ«آيرش إنديبندنت» التي عنونت خبرها بعبارة «اتهام حليف للقاعدة بمقتل الآيرلندي». وتحدثت الـ«آيرش إنديبندنت» إلى صحافي سعودي حول الموضوع، حيث روى لهم تفاصيل الحادث. وقد أوضح لهم أن «الضحية» كان يعمل في مكتبه في شركة «روكي» في الرياض عندما دخل القاتل وأطلق عليه النار مرات عدة، ليصيبه في رأسه وصدره. وعن سبب ترجيح احتمال أن يكون العمل إرهابياً فهو لـ«وقوع عدد كبير من الحوادث الإرهابية» وأنه «يجب عدم القفز إلى الاستنتاجات».

إلا أن الصحيفة نفسها تحدثت إلى مصدر ـ لم تذكر اسمه ولم تحدد ما إذا كان مقيماً في السعودية ـ تحدث عن الاجواء في المملكة قائلا «لم يتم الإعلان عن عدد من محاولات الاختطاف واطلاق النار وقعت في الفترة الأخيرة»، موضحاً أن «الإعلان عن مثل هذه العمليات يتم فقط في حال وقوع ضحايا». ويتناقض ذلك مع ملاحظة ان الصحافة السعودية تتنافس في تقديم تفاصيل الحوادث التي تحدث في السعودية اولاً بأول.

المصدر تحدث كذلك عن «تنامي الشعور بالخطر لدى عدد من الوافدين خلال الأشهر الماضية» وأنّ الكثير من هؤلاء «يعملون في شركة أرامكو، المملوكة للدولة». وأضاف أن «عدداً من الآيرلنديين غادروا السعودية بالفعل خلال الأشهر الماضية». الصحف الآيرلندية اشتركت في التنويه بأن هيغنز هو ثاني آيرلندي يُقتل في السعودية بعد مصور الـBBC سيمون كومبرز الذي قتل قبل نحو شهرين. كما اشتركت الصحف في التنويه بأنّ عدد الآيرلنديين المقيمين في السعودية يبلغ 1200 شخص وهي المعلومة التي ذكرت صحيفة الـ«آيرش إكسامنر» أنها حصلت عليها من مسؤول اقتصادي آيرلندي «مقيم في الخليج» كما ذكرت المعلومة أيضاً صحيفة الـ«إنديبندنت» اللندنية التي نوهت بوجود 35 ألف أميركي و30 ألف بريطاني في السعودية، ونشرت في خبرها ـ الذي «طعّمته» بخلفية عن عمليات وأهداف «القاعدة» في السعودية ـ تصريحاً للأمير تركي الفيصل السفير السعودي لدى المملكة المتحدة.

الصحيفة نقلت عن الأمير تركي قوله إن الإرهابيين يهدفون إلى«قطع صلات المملكة بالجميع». كما أوضحت أن الإرهابيين يستهدفون «أهدافا سهلة» بسبب «حُسن حماية المصالح النفطية» وذكرت أنّ الأمير تركي أكد «أنهم (الإرهابيين) لن يستطيعوا الوصول إلى النفط ... ولو استطاعوا لكانوا فعلوا».

خبر مقتل هيغنز تصدر أيضاً عناوين بعض الصحف السعودية المحلية التي ذكرت خبر ضبط أسلحة ومتفجرات في مكة المكرمة وملاحقة 4 مطلوبين. لكن الصدارة كانت لخبر مقتل الآيرلندي بالتأكيد في الصحف السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية التي يقرأها الوافدون الأجانب إلى المملكة بشكل خاص.

اللافت أن صحيفة « سعودي غازيت» قسمت مساحة خبرها الأول بين خبر هيغنز وآخر يُعلن بأن رجال الأمن التابعين للشركات الخاصة سوف يسمح لهم بحمل المسدسات، كما يُبشر بارتفاع الحد الأدنى لرواتبهم إلى 2000 ريال بحسب قرار من وزارة الداخلية. يذكر أن رجال الأمن التابعين للشركات الخاصة هم الذين توكل إليهم عادة مهمة حفظ الأمن في المجمعات السكنية التي يقطنها الأجانب، وكذلك كبريات المؤسسات والشركات الدولية.