استسلام رئيس حكومة داغستان الإسلامية بعد هروب 5 سنوات

TT

عاد إلى داغستان سراج الدين رمضانوف رئيس الحكومة الاسلامية الداغستانية التي كان قد شكلها بايعاز من الزعيم العسكري الشيشاني شاميل باسايف في اعقاب غزو الاخير لداغستان صيف عام 1999. وجدير بالذكر ان هذا التطور اصبح المقدمة العملية لتعيين فلاديمير بوتين رئيسا للحكومة الروسية في اغسطس (اب) من نفس العام وبدء الحرب الشيشانية الثانية.

وقالت صحيفة «كوميرسانت» ان رمضانوف، المولود عام 1956، اتفق مسبقا مع السلطات الروسية عن طريق محاميه حول شروط اعتقاله، وقد وصل اول من امس الى محج قلعة عاصمة داغستان، من باكو حيث كان يقيم مع زوجته واولاده الاربعة. وتوجه من المطار الى مبنى النيابة العامة حيث اتهم بحضور محاميه بـ«تنظيم عصيان مسلح والمشاركة فيه».

وقال رمضانوف انه يشعر «بالاسف» لفعلته ويريد «التوبة» عن ما وصفه بأنه «عمل احمق» قام به، لكنه اكد انه لم يشارك مباشرة في هجوم 1999 .

وبعد ان افرج عنه شريطة الا يغادر المنطقة، توجه رمضانوف الى مبنى التلفزيون المحلي حيث قام بتسجيل رسالة ستبث في داغستان والشيشان ويدعو فيها الداغستانيين الذين يقاتلون الجيش الروسي الى وقف قتالهم.

وقد واكب موعد عودة رمضانوف تاريخ الذكرى الخامسة لغزو المقاتلين الشيشان لداغستان. وكان قد سارع بالهروب إلى الشيشان ومنها إلى اذربيجان في اعقاب هزيمة المقاتلين وانسحابهم إلى الشيشان في الوقت الذي عرف فيه بوصفه منظر الحركة الأصولية التي رفعت شعار تأسيس الدولة الدينية الموحدة في شمال القوقاز. ورغم ان المصادر الرسمية لم تعلن بعد عن مبررات وكيفية اقناع رمضانوف بالعودة إلى الوطن، فإن هناك من يقول ان مفاوضات استمرت معه لفترة طويلة دفعته على ما يبدو إلى اتخاذ قرار الاستسلام طواعية بعد اعلانه مطلوبا للمثول امام القضاء الداغستاني. وتوجه اليه النيابة العامة تهمة التورط في محاولة قلب نظام الحكم وتزعم التمرد المسلح ونشر الافكار المتطرفة.

ورمضانوف هو ثاني داعية اسلامي داغستاني يشتبه بارتباطه بتمرد 1999 يستسلم للسلطات منذ شهر. وكان عادل علييف، 72 عاما، قد عاد في الخامس من يوليو (تموز) من تركيا حيث كان يعيش في المنفى. وقد وضع في الاقامة الجبرية. واعتقل محمد تقييف، 56 عاما، وهو من الدعاة الاصوليين ايضا، في ابريل (نيسان) بعيد عودته الى داغستان حيث حكم عليه بالسجن عشرة اعوام.

من جهة اخرى وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يقضي بمنح روسلان يامادايف، المقاتل الشيشاني السابق وعضو مجلس الدوما الحالي، لقب «بطل روسيا». وكان يامادايف قد قاتل في صفوف الشيشان تحت امرة الرئيس الاسبق الجنرال جوهر دودايف. لكنه سرعان ما انتقل إلى صفوف القوات الموالية لابن عشيرته الحاج احمد قادروف عام 1999 بعد سلسلة من المعارك ضد الانفصاليين بعد انتهاء الحرب الشيشانية الاولى 1994 ـ 1996.

كما انضم إلى جانب القوات الفيدرالية في حربها ضد الشيشان التابعين لكل من الرئيس الشيشاني السابق اصلان مسعدوف وشاميل باسايف. وتنص براءة وسام «بطل روسيا الاتحادية» على ان روسلان يامادايف «استحق هذا التكريم لبسالته وشجاعته لدى القيام بواجبه الوطني في ظروف تهدد حياته بالخطر». وكان يامادايف، 43 سنة، قد شارك، بحكم منصبه السابق كنائب للحاكم العسكري للشيشان، في عمليات ملاحقة المقاتلين وتصفية ما يزيد عن 150 من نشطائهم والافراج عن الكثيرين من أفراد القوات المسلحة الروسية والعثور على عدد من مخابئ اسلحتهم.