اشتباكات بين مسلحين وعناصر الشرطة توقع 12 قتيلا و46 جريحا في الموصل

محافظ النجف يتهم «جيش المهدي» باختطاف 6 شرطة ومحافظ الانبار يستقيل امتثالا لمطالب خاطفي ابنائه

TT

اندلعت اشتباكات عنيفة أمس في مدينة الموصل بين مسلحين مجهولين وقوات الشرطة تسببت في مقتل 12 عراقيا وجرح 46 آخرين، في حين أعلن محافظ النجف عن اختطاف ستة من عناصر الشرطة، متهما ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر باختطافهم، بينما أسفر انفجار عبوة ناسفة في بعقوبة كانت تستهدف دورية للحرس الوطني عن مقتل شخص. وأفاد مصدر طبي في مستشفى مدينة الطب في الموصل ان 12 عراقيا قتلوا بينهم امرأتان وجرح 46 في اشتباكات عنيفة اندلعت بعد ظهر أمس في الجانب الجنوبي الغربي من مدينة الموصل بين مسلحين مجهولين وعناصر من الشرطة.

وقال الطبيب وائل شيت من مستشفى مدينة الطب ان «المستشفى تسلم حتى هذه اللحظة جثث 12 شخصا و46 جريحا غالبيتهم من المدنيين» جراء الاشتباكات التي وقعت في المدينة.وقامت قوات الشرطة بإغلاق خمسة جسور مطلة على نهر دجلة الذي يقسم المدينة الى قسمين ومنعت الناس والمركبات من عبورها. وسمع دوي نحو خمسين انفجارا لقذائف هاون وقذائف مضادة للدبابات (آر. بي. جي) وأصوات أسلحة رشاشة في منطقة الساحل الأيمن الواقعة جنوب غربي المدينة.

وقتل عراقيان بينهما امرأة وأصيب اثنان آخران بجروح أمس جراء انفجار عبوة ناسفة وضعت على جانب طريق في الموصل، كما أفاد مصدر في الشرطة.

وقال النقيب حمد حسن عبد الله ان «عبوة ناسفة انفجرت في حي المأمون مما أدى الى مقتل شخصين رجل وامرأة وإصابة اثنين آخرين بجروح». واوضح ان «الانفجار وقع عند مرور دورية عسكرية تابعة للجيش الاميركي».

وأبطلت عناصر من الشرطة أمس مفعول ثلاث عبوات ناسفة في مدينة بيجي. وقال رائد الشرطة راجي كافي ان «ثلاث عبوات كانت مزروعة على الطريق العام للمدينة بالقرب من جامع الفتاح وان عناصر الشرطة قامت بإبطال مفعولها بعد ان قام احد المواطنين بالإبلاغ عنها».

وكشف عدنان الزرفي محافظ النجف أمس ان ستة من عناصر الشرطة خطفوا من قبل الميليشيات التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وقال الزرفي «لقد بلغ عدد رجال الشرطة الذين خطفوا على يد ميليشيات «جيش المهدي» ستة أشخاص». وأضاف «اننا نحذر من تكرار عمليات اختطاف الشرطة، وفي حال تكرار مثل هذا الموضوع فسنستخدم الإجراءات القانونية بحق هذه الميليشيات التي سبق ان اتخذنا بحقها بعض الإجراءات القانونية التي سنعلن عنها قريبا».

ومن جانبه، اكد مصدر في الشرطة فضل عدم الكشف عن اسمه ان «سبعة من رجال الشرطة اختفوا منذ يوم الثلاثاء الماضي وان اثنين منهم اختطفوا من قبل ميليشيات «جيش المهدي».

وأكد مصدر آخر في الشرطة ان «مجموعة مسلحة اعتدت أمس على حماية قائد قوات الشرطة عندما كان افراد حمايته يتزودون بالوقود في حي الزهراء شرق المدينة». وأوضح ان «المهاجمين صادروا اسلحة حماية القائد واطلقوا سراحهم بالقرب منزل الصدر بعد ان سلبوا منهم اسلحتهم».

وفي بعقوبة اعلن مصدر طبي في مستشفى المدينة العام مقتل مدني عراقي امس في انفجار عبوة ناسفة كانت تستهدف دورية للحرس الوطني.

وقال الطبيب قيصر حميد ان «الانفجار وقع قرب قرية السادة (اربعة كيلومترات شمال بعقوبة) على الشارع العام عندما كان سمير ياسين متوجها الى ورشة عمل تعود له». وأوضح انه «أصيب بشظايا في مناطق مختلفة من الجسم وتوفي بعد إحضاره الى المستشفى متأثرا بجروحه».

وفي بغداد قالت الشرطة ان مسلحين مجهولين اطلقوا قذيفتي مورتر امس قرب مجمع «المنطقة الخضراء» وسط العاصمة والذي يضم مقار الحكومة المؤقتة والسفارة الأميركية، ولم ترد على الفور انباء عن وقوع إصابات. وبعد الانفجارات سمعت صفارات الإنذار في «المنطقة الخضراء».

من جهة اخرى أكد وزير الدولة لشؤون المحافظات العراقية، القاضي وائل عبد اللطيف، استقالة محافظ الانبار، عبد الكريم برجس، إثر تعرضه لضغوط من قبل مجموعة كانت قد اختطفت ابناءه الثلاثة.

وأضاف عبد اللطيف في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس ان «محافظ الانبار تعرض لمشاكل عدة حيث أحرق منزله وهُدم وهددت حياة عائلته وخطف ابناؤه الثلاثة ما ادى به الى ترك المحافظة واللجوء الى مدينة الصويرة في محافظة واسط، وقبل عرض الخاطفين الاستقالة مقابل عودة ابنائه» مشيرا الى ان «شروط الخاطفين كانت تقضي باستقالته من منصب المحافظ او قتل ابنائه وكان عليه ان يختار بين مطلبين أحلاهما مر: المنصب او عائلته، فاختار انقاذ عائلته وأبنائه».

وقال عبد اللطيف ان «المنصب اليوم في العراق يتطلب الكثير من التضحيات، والمسؤول العراقي اليوم هو مقاتل في الخطوط الامامية وهو مجاهد اذ يتعرض للاغتيال وعائلته للاختطاف ونحن نقدر هذه الظروف».

وأوضح ان محافظ الانبار قدم استقالته الى مجلس المحافظة الذي من حقه قبول الاستقالة ام لا، وفي حالة قبولها على المجلس انتخاب محافظ آخر، مشيرا الى ان عملية اختيار المحافظ ديمقراطية تتم من خلال انتخاب مجلس المحافظة له وعليه ان ينال ثقة المجلس.