مترجم عراقي: صدام أثار حنقي فور إلقاء القبض عليه فوجهت عدة لكمات إلى وجهه

الجنود الأميركيون أخرجوه من الحفرة وأنقذوه من غضب المترجم الذي اتهمه الرئيس المخلوع بأنه «خائن» و«جاسوس»

TT

نقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية عن مترجم عراقي أميركي الجنسية كشفت عن اسمه الأول فقط (سمير) قوله امس إنه رافق القوة الخاصة التي اعتقلت الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في الثالث عشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانه وجه بعض اللكمات الى وجهه فور إلقاء القبض عليه.

ووصف سمير بدقة لحظات القبض على صدام حسين، مؤكدا صحة الصورة التي نشرت على نطاق واسع وظهر فيها صدام ملقيا على الأرض والخدوش بادية على وجهه، وأحد الأشخاص بدا جاثما عليه. ولم يكن هذا الشخص سوى المترجم العراقي سمير.

ومما يضفي على رواية سمير الكثير من الصدقية ليس بثها على شبكة «سي.إن.إن» المعروفة بتحريها للدقة والصدق فحسب، بل إن الرئيس الأميركي جورج بوش نفسه التقى سمير الشهر الماضي، وتحدثا عن الصورة المشار إليها حيث قال له بوش إنه شاهدها من قبل. كما أن الذي أجرى المقابلة معه لحساب الشبكة كان أسير حرب سابقا، ويعرف تطورات الأحداث في العراق جيدا.

وقال سمير في روايته إن القبض على أحد المرافقين الشخصيين للرئيس المخلوع قاد الى العثور على صدام نفسه، حيث أصيب ذلك الشخص بالهلع وقال للقوات الأميركية: «لا تقتلوني وسوف أدلكم على مكان صدام»، وبالفعل، فإن المرافق المقبوض عليه قاد القوات الأميركية الخاصة برفقة المترجم سمير إلى المزرعة التي تم تفتيشها بدقة من دون العثور على أثر لصدام، فما كان من المرافق إلا أن أشار إلى حفرة صغيرة غطتها الأوراق الجافة والأتربة والقاذورات.

وتابع سمير روايته قائلاً: «عندما تفكر في صدام حسين، ذلك الدكتاتور، الفرد الذي كان يتمتع بالسلطة والجبروت على كل أفراد شعبه، فلن يخطر على بالك أبداً أن تجده هناك.. ولكنه كان هناك». وكان المترجم العراقي أكثر الموجودين تحمساً ورغبةً في إلقاء النظر لمعرفة من في الحفرة، فسحبه الجنود عنها خوفا من أن تكون محشوة بالمتفجرات، لكن صدام بدأ في الصراخ من الداخل طالباً عدم إطلاق الرصاص عليه.

وكان المترجم العراقي أول مستقبلي صدام لحظة خروجه من الحفرة وحاول صدام أن يستخدم ما يعرفه من كلمات معدودة بالإنجليزية، ولم يكن يتصور بدوره أن يجد عراقيا أمامه يتكلم العربية. وردد صدام باللغة الإنجليزية مرتين «أميركا.. لماذا؟» وقال المترجم إنه عرف منذ الوهلة الأولى لحظة خروج صدام من الحفرة أن الرئيس العراقي المخلوع قد وقع أخيراً في قبضتهم بالرغم من الحالة الرثة التي بدا عليها.

ووسط حالة عدم التصديق التي انتابت عناصر القوة الأميركية، طالبه أفرادها بسؤاله عن اسمه للتحقق من شخصيته، فقال لهم إنه صدام، فصرخ قائد المجموعة في وجهه «إسأله دعه يعرّف بنفسه».

وعندما سأله عن اسمه، قال أنا صدام، فكرر السؤال فقال المجيب: «أنا صدام حسين» لكن المترجم لم يشر إلى أنه قال: «أنا رئيس العراق» كما تردد في السابق. وقال المترجم في روايته إنه أطبق بيديه على صدام قائلاً «تصف نفسك بالبطل وقائد الأمة العربية.. أنت لا شيء.. لو كنت رجلاً بالفعل لقتلت نفسك». وكان رد صدام بالعربية للمترجم إن «حذائي أفضل منك ومن عائلتك». كما نعته بالخائن والجاسوس.

ودفع الغضب بالمترجم، نتيجة لتلك الكلمات، إلى تسديد عدة لكمات لوجه صدام، ولم يوقفه عن تسديد المزيد منها إلا تدخل عناصر القوة الأميركية الخاصة.

وقال المترجم: «لقد أثار حنقي للغاية.. وأغضبني جداً». وذكر المترجم العراقي أن أحد ضباط القوة الأميركية الخاصة طلب منه أن يقول لصدام إن الرئيس الأميركي، جورج بوش، قد بعثنا للعثور عليك». واختتم المترجم العراقي حديثه ردا على سؤال عن مشاعره حيال من يقول إن الحرب لم تكن ضرورية، إن ما فعله الأميركيون في العراق هو الصواب.. لقد أنقذوا حياة الملايين من العراقيين، وهم الآن يغيرون العراق. وأشار إلى أنه سوف يظل في الولايات المتحدة إلى أن تتحسن ظروف العراق ويشعر أن له فرصة فيها وعندها سيعود إلى وطنه.