مليشيا الصدر تخوض معركة عنيفة ضد القوات الأميركية في النجف وتعلن «الجهاد» ضد القوات البريطانية في البصرة

عناصر «جيش المهدي» تسقط طائرة هليكوبتر بعد ليلة هجمات ضد أحد مراكز الشرطة في النجف وخمس قذائف تسقط على مستشفى المدينة

TT

خاض انصار مقتدى الصدر زعيم مليشيا «جيش المهدي» مواجهات عنيفة في مدينة النجف، استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة واسفرت عن مقتل 16 شخصا بينهم جندي أميركي وطبيب في مستشفى المدينة الذي تعرض لخمس قذائف وإصابة 102 شخصا بجروح، كما اسقطت طائرة هليكوبتر اميركية كانت تشارك في المعركة، في حين اعلن انصار الصدر في البصرة «الحرب والجهاد» ضد القوات البريطانية عقب اعتقال اربعة من عناصر الصدر. وادى تبادل القذائف الى اصابة المستشفى العام بسقوط خمس قذائف، مما اسفر عن مقتل طبيب واصابة خمسة موظفين بجروح.

وبدأت الاشتباكات عند حوالي الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي في ساحة ثورة العشرين ومقبرة وادي السلام غرب النجف. وشوهدت مروحيات اميركية تقوم بعمليات قصف بالاسلحة الرشاشة لعناصر جيش المهدي المتحصنين في المقبرة. وقال متحدث عسكري اميركي ان محافظ النجف عدنان الزرفي طلب من قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) تقديم العون لعناصر الشرطة العراقية بعد ان تعرض مركز الشرطة الرئيسي في النجف لهجوم في منتصف الليل من فجر اول من امس وللمرة الثانية على التوالي خلال ساعتين. واوضح ان «عددا من المهاجمين بدأوا بمهاجمة مقر الشرطة بالاسلحة الثقيلة والقذائف والقنابل اليدوية وقذائف الهاون بعد محاولة اولى ناجحة عند حوالي الساعة الواحدة صباحا من فجر امس». واعتبر الجيش الاميركي ان هذا التصعيد من قبل جيش المهدي «انتهاك فاضح» لوقف اطلاق النار الذي اتفق عليه الجانبان في شهر يونيو (حزيران) الماضي بعد معارك عنيفة بينهما. وفي ضريح الإمام علي اذاع انصار الصدر بيانا عبر مكبرات الصوت اشير فيه الى «قيام قوات الاحتلال والطغمة المتعاونة معها بالاعتداء على مرقد امير المؤمنين الامام علي». ودعا البيان المسلمين الى ان «يهبوا للدفاع عن مقدسات المسلمين». واكد حسام الحسيني منسق اعلام مكتب الصدر في النجف ان «احدى منارات الضريح الثلاث والتي تقع قرب باب الطوسي اصيبت خلال الاشتباكات». وتأتي هذه الاشتباكات بعد ايام قليلة من محاصرة منزل الصدر من قبل القوات الاميركية. واتهمت مصادر من مكتب الصدر القوات الاميركية بمحاولة إلقاء القبض عليه، بينما اكد الجيش الاميركي ان احدى دورياته تعرضت لهجوم من قبل عناصر جيش المهدي عند مرورها في الحي الذي يسكنه الزعيم الصدر.

وقال الشيخ احمد الشيباني، المتحدث باسم الصدر «نحمل محافظ النجف مسؤولية ما يجري حاليا في المدينة. فمنذ ان تسلم مهامه، يحاول هذا الرجل التخلص من مقتدى الصدر وحركته». واحتدمت المواجهات في وسط المدينة ومنطقة المقبرة، معقل عناصر الميليشيا وتدخلت المروحيات الاميركية التي اسقطت واحدة منها والتي اصيب طاقمها المؤلف من شخصين اصيبا بجروح. واكد شهود عيان ان شوارع المدينة كانت مقفرة كليا، وان المساجد كانت تدعو الى الصلاة لكن المعارك كانت تمنع المصلين من التوجه اليها.

وفي مدينة البصرة، اعلن الصدر امس «الجهاد والحرب» على القوات البريطانية بعد اعتقال اربعة من اعضاء التيار الصدري في المدينة. وقالت متحدثة باسم القوات البريطانية في العراق ان القوات البريطانية قتلت اثنين من مليشيا «جيش المهدي» خلال المعركة التي دارت بين الطرفين واستغرقت 15 دقيقة. وقالت المتحدثة «تعرضت قوات التحالف لهجوم بنيران الاسلحة الصغيرة وردت على النيران لتقتل اثنين من مقاتلي العدو». واضافت انه لم يصب احد من الجنود البريطانيين في الاشتباكات.

وقال الشيخ سعد البصري من مكتب الصدر في بيان «نعلن مواصلة الجهاد والحرب ضد القوات الاجنبية فقط وليس مع الشرطة وباقي القوى العراقية، اما اذا شاركت القوى العراقية مع القوة المحتلة فأننا سنرد عليهم بغضب». واضاف ان «القوات البريطانية نقضت الهدنة التي كانت قد ابرمت مع البيت الشيعي عندما قامت اول من امس بمداهمة احد مكاتب الصدر في المدينة واعتقال اربعة اعضاء من مكتب الصدر ممن كانوا في المكتب بدون اي مبرر او تهمة». واوضح البصري ان «عملية الاعتقال هذه تصعيد للأزمة الدائرة حاليا في مدينة النجف المقدسة». من ناحيته، اكد قائد قوات الشرطة في البصرة العميد محمد كاظم العلي انه اجرى مباحثات مع مكتب الصدر وطلب من اعضائه تهدئة الوضع في المدينة، ولكنهم رفضوا ذلك وطلبوا من قواته عدم التصدي لهم ان حاولوا التعرض للقوات البريطانية في المدينة. ومن جانبه، اكد سلام عودة نائب المحافظ للشؤون الادارية وممثل مقتدى الصدر في المدينة ان «القوات البريطانية هي التي خرقت الهدنة واجتازت الخطوط الحمراء». واضاف «اجرينا مباحثات مع القوات البريطانية في محاولة لاطلاق سراح المعتقلين الاربعة لكن محاولتنا باءت بالفشل، وذلك لعدم استجابة القوات البريطانية لهذه المطالب». واوضح عودة «انهم رفضوا حتى بيان سبب الاعتقال او التهمة الموجهة لهم».

وفجر مسلحون سيارة ملغومة خارج مركز للشرطة في بلدة محاويل جنوب بغداد امس، مما ادى الى مقتل ستة اشخاص على الاقل في أحدث هجوم يستهدف قوات الأمن العراقية. وقالت وزارة الصحة العراقية ان هجوم السيارة الملغومة في بلدة محاويل أدى أيضا الى اصابة 24 شخصا اخرين على الاقل. واضافت ان هذه الاعداد أولية ويمكن ان ترتفع. وقال صباح كاظم المتحدث باسم وزارة الداخلية انه قبل هجوم محاويل أطلق ملثمون النار على مركز للشرطة ولاذوا بالفرار. وقال كاظم ان اثنين من كبار ضباط الشرطة قتلا بالرصاص امس في بلدة المسيب القريبة من محاويل.