مقرب من المرجعية : السيستاني يعاني من اضطراب في القلب

رجل فقه معتدل درس على أيدي كبار علماء النجف حتى تفوق على الكثير منهم ليحظى بموقع المرجعية العظمى

TT

قال أحد مساعدي اية الله العظمى علي السيستاني امس ان أكبر مرجعية شيعية في العراق يعاني من اضطراب في القلب ويتلقى علاجا على أيدي فريق من المتخصصين. وقال حامد خفاف ان السيستاني ألغى جميع مقابلاته الاسبوع الماضي وان مجموعة من اطباء القلب العراقيين يتولون العناية به. وأضاف أن هذه هي المرة الاولى التي يعاني فيها السيستاني، 73 عاما، من مشكلات في القلب. ويتمتع السيستاني بنفوذ كبير على الاغلبية الشيعية في العراق وهو صوت بارز للاعتدال في عراق ما بعد الحرب الذي يسوده العنف وعدم الاستقرار، منذ أن أطاح غزو تقوده الولايات المتحدة بالرئيس السابق صدام حسين في العام الماضي. وأشار خفاف الى مخاوف من أن ما يحدث في النجف قد يؤثر على الرعاية الطبية التي يحتاجها السيستاني. وتشير السيرة الذاتية للسيستاني الى انه ولد في ربيع الاَول من عام 1349 للهجرة في مدينة مشهد الإيرانية في أسرة علمية دينية ملتزمة، وقد درس العلوم الاِبتدائية والمقدمات والسطوح وأعقبه بدراسة العلوم العقلية والمعارف الاِلهية لدى جملة من أعلامها ومدرسيها حتى أتقنها. وحضر دروس البحث الخارج في مشهد واستفاد من فكر العلاّمة المحقق الميرزا مهدي الاصفهاني. ثم انتقل إلى الحوزة العلمية الدينية في قم على عهد المرجع الكبير السيّد حسين البروجردي في عام 1368 هـ وحضر بحوث علماء وفضلاء الحوزة آنذاك ، منهم البروجردي في الفقه والاَصول وقد أخذ الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث كما حضر درس الفقيه العالم الحجة الكوهكمري. ثم غادر قم متجهاً إلى النجف عام 1371 هـ وحضر دروس علماء من أمثال الحكيم والشيخ حسين الحلي والخوئي. وقد لازم بحوث الخوئي فقهاً وأصولاً أكثر من عشر سنوات، كما لازم بحث الشيخ الحلي دورة أصولية كاملة. واشتغل السيستاني بالبحث والتدريس بإلقاء محاضراته 1381 هـ في الفقه على ضوء دراسات الشيخ الاَنصاري وأعقبه بشرح كتاب العروة الوثقى للفقيه الطباطبائي فتم له من ذلك شرح كتاب الطهارة وأكثر فروع كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس. كما ابتدأ بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) في الاَصول في شعبان 1384 هـ وقد أكمل دورته الثالثة منها في شعبان 1411 هـ ، وقد سجل محاضراته الفقهية والاَصولية في تقارير غير واحد من تلامذته. وبرز السيستاني في بحوث أساتذته بتفوق بالغ على أقرانه وذلك في قوة الاِشكال وسرعة البديهية وكثرة التحقبق والتتبع في الفقه والرجال ومواصلة النشاط العلمي وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية.