اتصالات سرية بين قريع وبيريس لتدشين قنوات تفاوض وإسرائيل تتوقع أن يلحق الضرر بدحلان نتيجة تحديه لعرفات

TT

كشف في اسرائيل امس عن وثيقة حول سلسلة من الاتصالات بين رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) رئيس حزب العمل الاسرائيلي المعارض الطامح للانضمام للائتلاف الحاكم بزعامة أرييل شارون. وحسب الوثيقة التي عرضتها صحيفة «يديعوت احرونوت» وعد بيريس ابو علاء بالبدء في مفاوضات سرية حال توليه منصب وزير الخارجية، على غرار مفاوضاتهما السرية عام 1992 التي قادت الى توقيع اتفاق اوسلو عام 1993. وتحدثت الصحيفة عن قرب استئناف اسرائيل والسلطة الفلسطينية الحوار السياسي بينهما عبر «قنوات خلفية».

واشارت الصحيفة الى ان الوثيقة عرضت على دائرة صنع القرار السياسي في الدولة العبرية. لكنها لم تشر الى ما اذا كانت الوثيقة اعدها جهاز الاستخبارات العسكرية (امان)، جراء قيامها بالتجسس على ابو علاء وكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية.

يذكر انه سبق لـ«امان»، ان قامت بالكشف عن العديد من اللقاءات السرية التي كان يجريها ابو علاء مع مسؤولين اسرائيليين، لا سيما بيريس، الامر الذي اثار حنق الاخير واتهم «امان» بالتجسس عليه لأغراض سياسية تخدم مصالح خصومه في اليمين.

من ناحية ثانية، اقر احمد قريع بان حكومته كلفت وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات ووزير الشؤون المدنية جميل الطريفي بالتفاوض مع الحكومة الاسرائيلية لمطالبتها بالسماح للسلطة بنشر قواتها في المدن الفلسطينية. واضاف ابو علاء ان حكومته ستطالب اللجنة الرباعية بنشر قواتها في مناطق السلطة.

يذكر ان السلطة الفلسطينية غيرت جميع قادة الشرطة في مدن الضفة باستثناء نابلس في خطوة قصد منها محاصرة الفوضى والتسيب الأمني. ورغم كل هذه الخطوات، فان اسرائيل لم تسمح حتى الآن بنشر قوات الشرطة في مدن الضفة.

وتتضمن الوثيقة السرية المذكورة التي تم اطلاع شارون وكبار وزرائه عليها اول من أمس، تحليلاً للخطوات المستقبلية المتوقعة من قبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، خلال الأشهر القريبة. وجاء في الوثيقة، أن «عرفات يظن أن استبدال الإدارة الأميركية وهزيمة الرئيس بوش في الانتخابات المقبلة، سيؤديان الى فك الحصار الاسرائيلي عنه واخراجه من مقره المحاصر في مدينة رام الله».

وبحسب الوثيقة، فان عرفات يتوقع أن تغير ادارة الرئيس الجديد جون كيري توجهها وتعيد تقييم التعامل الأميركي مع عرفات. ولهذا الغرض يضغط المستشارون المقربون من عرفات من أجل تأجيل تنفيذ الإصلاحات في السلطة الفلسطينية إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الأميركية، على الأقل. وادّعت الوثيقة ان وزير الدولة الفلسطيني السابق لشؤون الأمن محمد دحلان يواجه خطرا على حياته بسبب تحديه لعرفات. وتوقعت الوثيقة ان يقوم عرفات بالمس بدحلان كما حدث مع وزير الاعلام الفلسطيني السابق نبيل عمرو.

الى ذلك، كشفت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن اجتماع سري عقد ليلة الثلاثاء الماضي بين اللواء موسى عرفات، مدير الأمن العام الفلسطيني الجديد في قطاع غزة ورئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية (الشاباك) افي ديختر. وذكرت القناة ان الاجتماع عقد في مقر قيادة «الشاباك»، وتناول البحث الجهود التي يمكن ان تقوم بها السلطة الفلسطينية من اجل وقف عمليات اطلاق صواريخ «القسام»، من شمال قطاع غزة. ونفت مصادر أمنية اسرائيلية اللقاء.

.