بعد أسبوعين من التعذيب الجماعي إسرائيل تعيد اليوم فتح معبر رفح

TT

بعد اسبوعين كاملين من التعذيب الجماعي الذي تعرض له اكثر من 4000 فلسطيني، قررت اسرائيل اعادة فتح المعبر الدولي بين مصر وفلسطين قرب مدينة رفح، ابتداء من اليوم، والسماح بالخروج من فلسطين الى مصر عبر المعبر نفسه يوم الاثنين المقبل.

وكانت اسرائيل قد اغلقت هذا المعبر في الاتجاهين، بدعوى انها تلقت معلومات تفيد بأن فلسطينيين سيعبرون منه لينفذوا عمليات تفجير. وعلى مدار اسبوعين كاملين، ابقت المسافرين عالقين في العراء، ليل نهار، في حالة نقص شديد في الغذاء والماء والدواء. ومعظم العالقين من النساء والطلاب الجامعيين ومحاضري الجامعات والفنانين العائدين لتمضية العطلة الصيفية مع اقاربهم في قطاع غزة. وعانى هؤلاء المواطنون الأمرين من الانتظار في الطقس الصحراوي الحار. والمقتدرون منهم كانوا يسافرون 6 ساعات الى البلدات المصرية المجاورة، للاستحمام في الفنادق الموجودة هناك، أما العاجزون منهم فبقوا ينتظرون بلا استحمام. ولولا تدخل الهلال الاحمر المصري والسلطات البلدية المصرية بتزويد المحتاجين بالعلاج والماء والغذاء والدواء، لكانت وقد وقعت كارثة إنسانية.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الادارة الاميركية تدخلت في هذه المشكلة، عبر سفارتيها في القاهرة وتل ابيب، وابلغت اسرائيل انها تتصرف بشكل لا انساني مع الفسطينيين، مما اضطرها الى فتح المعبر. وستبدأ اليوم السماح لهم بالعودة.

واستدعت وزارة الخارجية المصرية اول من امس السفير الاسرائيلي وطالبت باتخاذ قرار باعادة فتح المعبر لتدارك تفاقم الوضع الانساني المتردي هناك. وعبرت الخارجية عن رفضها اتخاذ اسرائيل اجراءات احادية الجانب، يكون لها مردود سلبي على الاوضاع الانسانية لأفراد الشعب الفلسطيني.

وقال وزير الخارجية المصري، احمد ابو الغيط، انه تم اجراء اتصالات مماثلة بسفير هولندا، ممثلا للاتحاد الاوروبي، باعتبار بلاده تتولى رئاسة الاتحاد حاليا، للتأكيد على اهمية تحرك الاتحاد الفوري للتصدي للأزمة الانسانية التي نشأت في منفذ رفح نتيجة التصرف الاسرائيلي، كما نقلت نفس الرسالة الى مفوضية الاتحاد من خلال السفير المصري في بروكسل الذي اوضحت اتصالاته اولوية اهتمام مسؤولي الاتحاد بهذا الوضع الخطير وبدء الاستعداد للتحرك لدى الجانب الاسرائيلي من اجل مواجهته.

وأوضح أبو الغيط انه بالاضافة لذلك تم ابلاغ مكتب السفير تيري رود لارسن، مبعوث الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط، بضرورة التدخل لحماية مصالح الفلسطينيين حيث ان الامر يتدهور بشكل سريع وخطير، كما كلف وزير الخارجية المصري البعثة المصرية في نيويورك السعي لدى الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل لاحتواء هذا الموقف.