البشير: السودان يمر بمرحلة خطرة «يكون أو لا يكون»

الرئيس السوداني: تحالف «الفرقاء» و«الشياطين» لقطع الطرق وترويع الآمنين في دارفور والشرق

TT

نبه الرئيس السوداني عمر البشير امس الى ان السودان يمر بمرحلة خطيرة «يكون أو لا يكون»، وقال «لقد تحالف الفرقاء والشياطين لقطع الطرق وترويع الامنين»، في اشارة صريحة الى تحالف احدى حركات دارفور مع حركة مسلحة اخرى في شرق البلاد. ووصف الذين يتحدثون عن «التهميش والتطهير العرقي والابادة الجماعية والاغتصاب في دارفور بانهم «مغرضون»، ودعا شعبه الى الاستعداد والتصدي لتلك الحملة.

وحذر الرئيس السوداني من ان بلاده تتعرض الان «لحملة ضارية ومعادية ومضللة لتحجب الحقيقة وتقدم المبررات لقوى الاستكبار المتغطرسة للتدخل فيها»، وقال البشير، وهو يخاطب احتفال عيد العمال الوطني الرابع عشر امس، ان «دارفور ليست وحدها هي التي تتعرض لهذه الحملة، ولكن نذر الفتنة تطل برأسها من الشرق»، واضاف «تحالف الفرقاء والشياطين لقطع الطرق وترويع الامنين». ودعا الى توخي الحذر والاستعداد والتصدي لهذه الحملة بالقول والعمل، حتى تنحسر غيوم الاستهداف التي تصوب مطر سوئها على عقيدة الأمة وهويتها». وقال ان البلاد تمر بمرحلة مفصلية دقيقة، يكون بعدها السودان او لا يكون.

واضاف ان مشكلة دارفور «في حقيقتها وجوهرها ما هي الا نزاع تقليدي على الموارد، ألبسوها ثوب التهميش»، وذكر ان ما نالته دارفور من التنمية والخدمات يفوق مثيلاتها من الولايات الاخرى عدة مرات. وقال ان «المغرضين تجاوزوا دعاوى التهميش الى افتراءات، مثل التطهير العرقي والابادة الجماعية والاغتصاب وغير ذلك وتجاوزوا بالازمة المختلقة والمشاكل المفتعلة كل الاطر المحلية والاقليمية الى المنظمة الدولية حيث تعيش مشكلة دارفور بزعمهم اخطر كارثة انسانية في العالم».

وتساءل البشير «هل العالم الغربي يهمه أمر السودان أكثر من السودانيين انفسهم أم أن هذه القوى قد اثبتت مصداقيتها في حربها التي شنتها باسم حقوق الانسان أو محاربة الارهاب او نزع اسلحة الدمار الشامل حيث احالت البلاد التي طالتها آلتها الحربية الى دمار وخراب وبؤس وعذاب اضافة الى اهدار الكرامة الانسانية وازهاقها للارواح البريئة وضياعها للامن».

واكد البشير ان الاوضاع الصحية في معسكرات النازحين في احسن حال وان الاوضاع الغذائية والايوائية افضل مما هي عليه في بعض القرى والمدن هناك. كما ان الاوضاع الامنية تسير من حسن الى احسن في ظل شح الموارد من المعونات الانسانية التي التزم بها المجتمع الدولي ولم يصل منها سوى القليل اليسير.

من ناحيته، كشف الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية ان الدبلوماسية السودانية بكافة مستوياتها ستنشط خلال الفترة القادمة ليتحقق الحل السلمي لمشكلة دارفور وتجاوز هذه الازمة من خلال التعامل مع المجتمع الدولي، «وقال نحن ندرك التحديات التي تواجه البلاد».

وقال في مؤتمر صحافي مشترك في الخرطوم امس مع الدكتور ابوبكر عبد الله القربي وزير الخارجية اليمني في ختام اعمال اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين ان الدبلوماسية السودانية ستعمل على امتصاص السخط الموجود حاليا لدى بعض الدوائر العالمية، واستبعد الوزير السوداني ان يكون هناك تدخل عسكري خارجي في دارفور في هذه المرحلة «نظرا لانشغال اميركا بالانتخابات ولما في واقعها من احداث وتجربة في العراق».

وطالب القربي المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوط على حاملي السلاح فى دارفور، واعلن ان بلاده ستدعم الحكومة السودانية لتجاوز هذه المشكلة وايجاد الحلول لها. واضاف ان بلاده ستطرح مجموعة من الافكار في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بعد غد بالقاهرة في اطار مشاركة الجامعة العربية في دعم السودان والمساهمة في ايجاد حل سلمي لمشكلة دارفور.