القاهرة: الإخوان يعرضون على التجمع تشكيل لجنة للإصلاح .. والسعيد يرفض التحالف معهم

TT

على خلفية مناوشات إعلامية بين الجانبين، عقد قيادات حزب التجمع اليساري المعارض ونظراؤها من جماعة الاخوان المسلمين، المحظورة سياسياً في مصر، أمس لقاء بمقر التجمع بوسط القاهرة استمر حوال ساعتين خرجت بعده بيانات وتصريحات متناقضة بين الطرفين. فقد أكد التجمع رفض طلبات إخوانية في وقت اعتبرت فيه الجماعة أن اللقاء لم يكن سيئاً ولا بد أن تعقبه لقاءات أخرى . وكشف اللقاء الذي شارك فيه من التجمع رئيس الحزب الدكتور رفعت السعيد الذي سبق له أن رهن مشاركته بحضور المرشد العام للاخوان الذي لم يحضر والأمين العام للحزب حسين عبد الرازق ونائب رئيس الحزب سمير فياض ومسؤول الاعلام أحمد الحصري وأنيس البياع ومحمد خليل وأمينة النقاش وفريدة النقاش. بينما لم تغير الجماعة من تمثيل وفدها الذي سبق له اجراء لقاءين مماثلين مع حزبي الوفد والناصري حيث رأس وفد الاخوان نائب المرشد العام محمد السيد حبيب وزعيم كتلة الاخوان في البرلمان د. محمد مرسي وسيف الاسلام حسن البنا نجل مؤسس الجماعة والصحافي محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحافيين. وخلال لقاء الأمس طرح نائب مرشد الاخوان مرة أخرى على قيادات حزب التجمع اقتراحا بتشكيل لجنة «الخمسين» تضم خمسين شخصاً من أحزاب المعارضة الرئيسية وهي الوفد والناصري والتجمع والاخوان المسلمين بالاضافة لحزب العمل، المجمد بقرار من لجنة شؤون الأحزاب. وتقوم هذه اللجنة كما يقترح الاخوان بصياغة مشروع للاصلاح السياسي والدستوري ويتم التعبئة له من مختلف القوى والترويج له اعلامياً.

وقد فاجأ ممثلو جماعة الاخوان أعضاء التجمع بطرح هذه الفكرة والتي سبق أن طرحها الاخوان على حزب الوفد والناصري ولكن لم يتم الكشف عنها إلا في لقاء حزب التجمع الذي أصر قادته أن يكون كل ما دار في الاجتماع علنيا. لذا حرص التجمع على اصدار بيانه قبل نهاية الاجتماع . وأكد حسين عبد الرازق أمين عام التجمع أن الحزب سيدرس اقتراح الاخوان بتشكيل اللجنة الخمسينية على مستوى الحزب وأشار إلى أن حزبه لم يقدم رأيه حتى الآن في ذلك الاقتراح . وكشف عبد الرازق عن أن الاجتماع لم يتطرق مطلقاً إلى التحالف مع الاخوان المسلمين، بل امتد لمناقشة القضايا الخلافية مع الجماعة.

وقال أحد المشاركين في اللقاء إن ممثلي الاخوان المسلمين أكدوا حرصهم على توصيل رسالة الإخوان الخاصة بتشكيل لجنة «الخمسين» بشأن الاصلاح. إلا أنه خلال المناقشات حاولت قيادات حزب التجمع مناقشة النقاط الخلافية بين الاخوان والحزب اليساري ومدى تمسك الاخوان بالدولة الدينية والحسبة ووضعية المسيحيين والمرأة. وقال رفعت السعيد إن وفده حاول مناقشة هذه النقاط مع الاخوان ولكنهم كالعادة لم يعطونا اجابات كافية وحاولوا القفز عليها. إلا أننا سنصر على طرح هذه الموضوعات في أي نقاش مع الاخوان لأننا نسعى إلى تغيير المفاهيم الرجعية في تلك النقاط لسعينا لتشكيل مجتمع مدني دستوري.

وأوضح السعيد أن الاخوان طرحوا أفكارا للمشاركة في لجنة تحضيرية للاصلاح السياسي.

وقال «لقد أبلغناهم بأن هذا خارج اطار تصوراتنا ويعتبر تحالفاً في وقت يحظر فيه المؤتمر العام الرابع للحزب التحالف مع أي جماعات دينية تمارس السياسة».

ومن جانبه قال الدكتور حبيب إن الاخوان فضلوا عدم الحديث طويلاً في نقاط الخلاف مع حزب التجمع «لأننا جئنا من أجل تعبئة الجهود من أجل الاصلاح السياسي». وقال إن مناقشة القضايا الفكرية سوف تحتاج منا وقتا طويلا. وأضاف «لقد اتفقنا مع الإخوة في التجمع أن نلتقي مرات أخرى». وأقر بأن حزب التجمع «لديه هواجس بشأن قضايا فكرية مثل الدولة الدينية والتمييز والشريعة والتكفير والاقصاء ونحن ليس لدينا مانع من ازالة هذه الهواجس لأن مصلحتنا في ازالتها وهم يعرفون الحقيقة الفعلية للموقف».

وأشار نائب مرشد الإخوان المسلمين إلى وجود ماوصفه بـ«معلومات مغلوطة لديهم ونحن لا نمانع من عقد ندوات ومؤتمرات لازالة هذه الهواجس».

غير أن حبيب عاد وأكد أن اللقاء لم يكن فاشلاً وأن التجمع أبدى ترحيبا بهذا التحرك ولكن لا بد أن يتبعه لقاءات أخرى لتوضيح الكثير من الأمور مشيراً إلى أن القضية الأساسية التي سعى الاخوان لطرحها كانت فكرة انشاء لجنة تحضيرية من ممثلي كل الأحزاب والقوى السياسية تمهيداً لتكوين لجنة «لجنة الخمسين للاصلاح الوطني». وقال إن هدفها هو«ايقاظ الوعي الشعبي والرأي العام من أجل المطالبة بالاصلاح».