جلسات الاستماع لمعتقلي غوانتانامو ستأخذ وقتا أطول مما هو متوقع

TT

قاعدة غوانتانامو (كوبا) ـ أ.ف.ب: صرح وزير البحرية الاميركية غوردون انغلند اول من امس ان جلسات الاستماع لـ585 معتقلا في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا ستتطلب وقتا اطول مما هو متوقع، ودافع عن نزاهة المحاكم الخاصة التي شكلها البنتاغون. وتكلف المحاكم الخاصة المسماة «محاكم النظر في وضعية المعتقلين» والمؤلفة من ثلاثة ضباط، بتحديد ما اذا كان معتقلو غوانتانامو «مصنفين بشكل صحيح في فئة «المقاتلين الاعداء واعطاء كل معتقل امكانية الاحتجاج على مثل هذا التصنيف». واعلن انغلند خلال زيارة الى قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا ان تكاثر الاتهامات باساءة معاملة المعتقلين في سجن غوانتانامو يأتي في سياق «حرب كلامية ودعائية». وقال الوزير الاميركي ردا على الاتهامات بسوء معاملة معتقلي القاعدة و طالبان «انها حرب كلامية ودعائية»، مضيفا ان التفتيش العام في سلاح البحرية اجرى تحقيقا في الامر، كما قام الصليب الاحمر الدولي بمقابلة المعتقلين ولم يشر الى سوء معاملة. وتابع الوزير الاميركي: «نحن امام عدو ذكي جدا وسيقوم بكل ما هو ممكن للانتصار علينا وزرع الشقاق بين اصدقائنا وحلفائنا» من دون ان يستبعد احتمال اجراء تحقيق جديد للرد على هذه الاتهامات.

واعتبرت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ان هذه المحاكم تمثل «مهزلة» للقضاء، وهي لا تسهم إلا في عرقلة القرار الذي اتخذته في يونيو (حزيران) المحكمة العليا التي تسمح لأسرى غوانتانامو بالاحتجاج على اعتقالهم امام القضاء المدني الاميركي، كما قال المحامي برنت ميكوم. ومعظم اسرى غوانتانامو الذين ينتمون الى حوالي اربعين بلدا، معتقلون في بدون ان يتمكنوا من رؤية اي محام وبدون توجيه اي تهمة اليهم منذ سنتين ونصف السنة.

وكان انغلند الذي تتولى وزارته ادارة قاعدة غوانتانامو اعرب عن امله في ان تتمكن المحاكم الخاصة من النظر في 72 حالة اسبوعيا. كما اكد ان معتقلي غوانتانامو «ليسوا اسرى حرب. فهم لا ينتمون الى اي بلد اشهر الحرب على الولايات المتحدة. وهم لا يخضعون لاتفاقية جنيف».

من جهة اخرى، تحدث تقرير من 115 صفحة عرضته أول من امس منظمات انسانية في نيويورك، عن التجاوزات المنهجية التي تعرض لها معتقلون سابقون في قاعدة غوانتانامو.

واكد مايكل راتنر رئيس مركز الحقوق الدستورية الذي عرض التقرير انه يبرز في الواقع «الفراغ القانوني الكبير» المتمثل في غوانتانامو.

وتروي الوثيقة التي تستند الى شهادات ثلاثة معتقلين بريطانيين سابقين، تفاصيل عن اعتداءات جنسية وإذلال ذي طابع ديني تعرض له المعتقلون وكذلك عن طرق استجواب وحشية ادت الى الادلاء باعترافات كاذبة.

وقال راتنر ان هذا «يؤكد انكم لا تستطيعون ان تثقوا بالمعلومات الواردة من غوانتانامو. انها وثيقة مريعة... عما يمكن ان يحصل عندما لا تأبه ادارة ما بالقانون». وقد افرج عن البريطانيين الثلاثة، عاصف اقبال وروحال احمد وشفيق رسول، في مارس (اذار) الماضي بعد ان اعتقلوا لاكثر من عامين بدون توجيه اي تهمة اليهم. وروى رسول واقبال انهما اعتقلا في اقفاص مفتوحة حيث تعرضا للافاعي والعقارب التي تجوب معسكر الاعتقال. كما اكدا انهما تعرضا للضرب والبقاء في اوضاع غير مريحة والحرمان من النوم ولتصويرهما غالبا عاريين واخضاعهما للتفتيش من الشرج. وتضاف هذه الشهادات الى شهادات اخرى لمعتقلين سابقين في غوانتانامو، خصوصا لفرنسيين واسبان، نددوا ايضا بسوء المعاملة التي تعرضوا لها في القاعدة الاميركية.