عائلة المغربي سعيد البوجعدية المعتقل في غوانتانامو تنتظر الإفراج عن ابنها بعد تسليم واشنطن 5 من المعتقلين إلى الرباط

TT

لم تكف بشرى بنموجان، زوجة سعيد البوجعدية، وأخت محمد بنموجان، وهما المغربيان المعتقلان في قاعدة غوانتانامو في كوبا، بعد ان تم أسرهما من طرف القوات الأميركية في أفغانستان، عن تقصي أخبارهما منذ إعلان الولايات المتحدة تسليم 5 من المعتقلين للمغرب كانوا محتجزين مع عناصر تنظيم القاعدة.

وقالت بشرى انها اتصلت بمحاميها ليخبرها أن اسم زوجها لا يوجد ضمن القائمة التي تسلمها المغرب لتعود أدراجها من جديد لمنزلها في حي البوجعدية (21 كيلومترا جنوب الدار البيضاء)، من دون ان تحمل جديدا لأبنائها الثلاثة سوى الامل بشأن عودة زوجها قريبا. ولا تخفي بشرى قلقها على مصير زوجها، الذي انقطعت أخباره منذ سنة تقريبا، وهي الفترة التي تلقت فيها آخر رسالة له من غوانتانامو عبر الهلال الاحمر الدولي يخبرهم فيها انه بخير. وقالت بشرى لـ«الشرق الاوسط»، وهي ترتدي نقابا أسود، إنها انتظرت كثيرا تلقي اخبار عن زوجها دون جدوى، مما اضطرها للاتصال بالمحامي القطري نجيب النعيمي، الذي يمثل العديد من المعتقلين المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، الذي وعدها بتقصي مصير زوجها وأخيها.

واشارت بشرى الى انها فقدت كل أثر لزوجها مدة 3 أشهر قبل ان تتلقى أول رسالة مقتضبة يخبرهم فيها بأنه معتقل في غوانتانامو. وأوضحت أنها أحست بصدمة قوية بسبب الأخبار التي كانت تروج آنذاك حول الطريقة السيئة التي كانت أميركا تتعامل بها مع المعتقلين هناك.

ومن جهتها، قالت الحاجة العايدية السلاهمي، والدة سعيد البوجعدية، «كل ليلة اختلي بنفسي واشرع في البكاء على فلذة كبدي، لقد بدأ بصري يضعف شيئا فشيئا من كثرة البكاء، كان طيبا جدا ومؤدبا ويتعامل مع الكل بلباقة، ولا أعرف ماذا فعل حتى يقوموا بسجنه في كوبا».

وبدت الحاجة العايدية، وهي في العقد السادس من عمرها، متأثرة كثيرا بسبب ابتعاد ابنها عنها. وقالت لـ«الشرق الاوسط»: «كان صيف سنة 2001 آخر مرة شاهدته فيها عندما اخبرها أنه سيغادر المغرب من أجل التجارة، ولم تشاهده منذ ذلك الوقت، حتى وصلت رسالته يخبرها فيها أنه معتقل بسجن غوانتانامو».

وتقول الحاجة السلاهمي انها تلقت أخبارا عن تسليمه للمغرب من طرف أميركا، قبل سنة، وهو ما دفعها للبحث عنه في جميع مراكز الامن في الدار البيضاء والرباط ، بل وتوجهت إلى تمارة لتقصي أخباره في معتقل تابع للأمن المغربي.

وتقول إن ابنها استطاع متابعة دراسته حتى مستوى البكالوريا (الثانوية العامة) في العلوم التجريبية، تم تعاطى التجارة بعد وفاة والده عام 1993، حيث استغل نصيبه من الميراث لبناء دور سكنية واعادة بيعها مستفيدا من النمو الحضري والديمغرافي السريع في مدينة الدار البيضاء، ومارس مهنة السمسرة والمضاربة العقارية في منطقة بوسكورة ومديونة (ضواحي الدار البيضاء) حيث تمكن من تكوين رأسمال لا بأس به.

وفي سنة 1998 تعرض لعملية نصب بعدما حاول تصدير شحنة من الاحذية الى السنغال، فقرر فتح محل للحدادة بشراكة مع صانع تقليدي، ومحل آخر للبقالة في قريته .

وبعد انتهاء الحاجة السلاهمي من كلامها عادت زوجته بشرى بنموجان لتؤكد أنها تلقت رسالة من أخيها محمد بنموجان، المعتقل في غوانتانامو، في يونيو (حزيران) الماضي عبر الهلال الأحمر يقول فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المخلوقين أما بعد:

«أسلم عليك يا والدي الغالي فإنني اشتقت إليك كثيرا وأسأل الله أن تكون اخباركم طيبة. وأسلم على والدتي الغالية وعلى بشرى وفاطمة الزهراء وسكينة وخديجة وأحمد واسامة وميمونة وصفية وعلى هاجر وعلى جميع الاهل والأحباب كل واحد باسمه».