خلاف إيران وأذربيجان على تقاسم نفط قزوين على رأس جدول مباحثات خاتمي مع علييف

TT

باكو ـ أ.ف.ب: بدأ الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس اول زيارة يقوم بها الى اذربيجان (الجمهورية السوفياتية السابقة) التي تشكل نقطة صراع على النفوذ بين طهران وواشنطن وموسكو للسيطرة على احتياطي النفط في بحر قزوين.

وقال محللون ان محادثات خاتمي ستشمل مسألة توزيع حقوق الدول المتشاطئة لبحر قزوين (روسيا وايران وتركمانستان واذربيجان وكازاخستان) وقلق ايران حيال الوجود الاميركي المتنامي في اذربيجان، عسكريا واقتصاديا مع تشييد خط انابيب باكو جيحان باتجاه تركيا.

وتأكيدا للعلاقات الصعبة بين البلدين، فان الزيارة هي الاولى التي يقوم بها رئيس ايراني الى اذرييجان المجاورة منذ زيارة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني عام 1993. وفي الوقت ذاته، من غير المتوقع ان تحقق الزيارة انجازا كبيرا في انهاء الخلاف بين البلدين حول حقوقهما في بحر قزوين.

يذكر ان الخلاف بينهما أوقف عمليات التنقيب واكتشاف الاحتياطي الضخم من النفط والغاز في بحر قزوين. ومن المقرر ان يوقع خاتمي ونظيره الاذربيجاني، الذي يوصف بالموالي للغرب، إلهام علييف اتفاقات ثنائية للتعاون الاقتصادي ضمنها التعاون في مجال الأمن الاقليمي، اضافة الى اعلان مبادئ حول بحر قزوين.

وصرح نوروز مميدوف، كبير مستشاري الرئيس الاذربيجاني لشؤون السياسة الخارجية، لمحطة «أي.ان.اس» التلفزيونية المحلية مساء الاربعاء، ان «الرئيسين سيوقعان خلال الزيارة على إعلان مبادئ للصداقة والتعاون واتفاقيات حول الضرائب والطيران المدني (والرعاية الصحية)».

لكن محللين اشاروا الى ان المحادثات ستركز ايضا على الخلافات حول بحر قزوين.

يذكر ان ايران واذربيجان، الى جانب الدول الاخرى المطلة على شواطئ بحر قزوين تخوض منذ سنوات خلافا حول كيفية تقسيم البحر الغني بالثروة النفطية.

ويعتبر احتياطي النفط في بحر قزوين اكبر من احتياطي الولايات المتحدة وبحرالشمال معاً وبمثابة بديل لنفط الشرق الاوسط.

وكاد يتحول الخلاف الى نزاع مسلح عام 2001، عندما اطلقت سفينة حربية ايرانية طلقة تحذيرية على سفينة ابحاث اذربيجانية كانت تقوم بعمليات تنقيب عن النفط في المنطقة المتنازع عليها.

وزاد دعم الولايات المتحدة لجهود اذربيجان في تصدير نفط بحر قزوين للأسواق العالمية من حدة الخلاف. وقامت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) التي اعلنت انها تريد مساعدة اذربيجان في حماية بنيتها التحتية النفطية، بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع البحرية الاذربيجانية، كما انها تخطط حاليا لتنفيذ برنامج تدريبي رئيسي للقوات الاذربيجانية، واعلنت انها قد تستخدم منشآت عسكرية في الدولة الآسيوية كقواعد مؤقتة لأي قوات عسكرية اميركية يتم نشرها في المنطقة.

وتنتاب ايران، وهي دولة وصفها الرئيس الاميركي جورج بوش بانها احدى دول «محور الشر»، الشكوك ازاء نوايا واشنطن، كما ان طهران شجبت الوجود العسكري الاميركي في منطقة بحر قزوين.

وسعى مميدوف الى التقليل من تأثير التعاون العسكري مع الولايات المتحدة (على الخلاف الحدودي)، وقال «ان الخطوات التي نتخذها لن تلحق الضرر بإيران بأي شكل من الأشكال».

كما استبعد ايضا حدوث انجاز كبير في الخلاف الحدودي المتعلق ببحر قزوين، خلال زيارة خاتمي لاذربيجان. واوضح في هذا الصدد «في السنة المقبلة، نخطط ان نعقد اجتماعا يحضره الجميع في قمة الدول المحيطة بقزوين في ايران، واعتقد اننا سنحل الخلاف بشكل تدريجي».

من جهته، قال راسم مسبكوف الخبير المستقل في باكو ان طهران «تريد الحد من الوجود العسكري الاجنبي في بعض المناطق، واعتقد ان المحادثات بين خاتمي وعلييف ستكون ضمن هذا الاطار». إلا انه رأى من غير المرجح ان تؤدي زيارة خاتمي الى تحقيق تقدم في ملف الخلافات لأن «ايران لا ترى في الوقت الحالي اي مصلحة في تسوية الخلافات اذا لم تكن بموجب شروطها الخاصة».

يشار الى وجود العديد من القواسم المشتركة بين ايران واذربيجان خصوصا ان غالبية سكانهما من الشيعة وان حوالى 20% من الايرانيين (حوالى 15 مليون نسمة) هم من اصول اذرية فضلا عن التجارة بين البلدين.