أعلن الدكتور بطرس غالي، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر والأمين العام السابق للأمم المتحدة، رفضه لفكرة الشرق الأوسط الكبير الأميركية، وقال في تصريحات صحافية أمس إن رفضه يعود لثلاثة أسباب، أولها أن المشروع يضم دولاً غير عربية، وبالتالي يضعف التضامن العربي. وضرب مثالا بأفغانستان وإيران وتركيا، قائلا إنها ليست لها جميعا علاقات قوية بالدول العربية كما هو الحال بين العرب وبعضهم البعض.
أما السبب الثاني فهو ان المشروع الأميركي سيؤدي إلى تهميش القضية الفلسطينية لأن هناك قضيتي كشمير وايران، وبالتالي ستطغيان على الأحداث على حساب القضية الفلسطينية. وأشار غالي إلى أن السبب الثالث لرفضه مشروع الشرق الأوسط الكبير هو أن المشروع يجهض الجهود التي بذلت لتحقيق التعاون بين العرب والاتحاد الأوروبي.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة الشابق عن اعتقاده بأن أي منطقة في العالم تحتاج إلى اصلاح لكي تتماشى مع الثورة التقنية والعولمة ونهاية الحرب الباردة والتغييرات الجذرية التي تحدث. إلا أنه أكد أن هذا الاصلاح يجب أن يتوافق مع ظروف ومتطلبات كل منطقة.
وقال غالي ان الامم المتحدة لا شك تمر حاليا بأزمة بدأت مع قدوم القيادة الاميركية الحالية التي تريد الانفراد بالقرارات الدولية.
واشار الى ان الولايات المتحدة ارتكبت خروقات ضد الامم المتحدة كان اهمها قرار التدخل العسكرى في كوسوفو والعراق، بعيدا عن الامم المتحدة ومجلس الامن، الأمر الذي اضعف المنظمة الدولية وأدى الى وجود حالة عدم الثقة فيها. وHوضح غالي أن الأمم المتحدة التي أنشئت عام 1945 بحاجة الى تجديد واصلاح خاصة فى ظل وجود ظواهر جديدة في المجتمع الدولي منها العولمة التي تتطلب ان تكون هناك آليات عمل لتجديد المنظمة لتكون قادرة على التعامل مع المعطيات الجديدة. وقال ان الامم المتحدة قادرة على التغلب على العقبات والتحديات التي تحيط بها حاليا، خاصة انها تغلبت على عقبات كثيرة في الماضى. مشددا على ان دولا مثل الصين والاتحاد الأوروبي تستطيع محاولة العمل على اصلاح الأمم المتحدة.